أكد مراقبون أوروبيون للانتخابات التركية أن حزب اليسار الأخضر الموالي للكورد تعرض لترهيب واسع النطاق، مبينين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأحزاب الحاكمة في البلاد تمتعوا بامتيازات غير مبررة على أحزاب المعارضة.
قال مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أظهرت أنها لا تتمتع بالشفافية في إدارتها للانتخابات، وإن التغطية الإعلامية الحكومية المنحازة للانتخابات تعد مبعث قلق.
وذكر وفد من المنظمة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأحزاب الحاكمة في البلاد تمتعوا بامتيازات غير مبررة على أحزاب المعارضة، التي واجهت ظروفاً غير متكافئة في أثناء حملتها الانتخابية.
وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان من تلاعُب محتمل في نتائج الانتخابات التركية والتي قد يجري توظيفها لصالح أردوغان ضد مرشّح المعارضة، مشيرةً إلى السيطرة المطلقة على الوسائط الرقمية، وشبكة الإنترنت، ما يشكّل خطراً فعلياً على أمن الانتخابات.
تحذيرات هيومن رايتس ووتش، جاءت بناءً على إظهار أغلب استطلاعات الرأي أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتخلّف عن منافسه الرئيسي مرشّح المعارضة، كمال كليجدار أوغلو بأكثرَ من خمس نقاطٍ مئوية، قبل الانتخابات التي توصف بالمصيرية.
وأصدرت هذه النتائج بعثة مراقبة مشتركة تضم مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان والجمعية البرلمانية لنفس المنظمة والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.
وقال السفير يان بيترسن، رئيس بعثة مراقبة الانتخابات من مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في مؤتمر صحافي بأنقرة الإثنين: “يؤسفني أن أقول إن إدارة الانتخابات كانت تفتقر إلى الشفافية، فضلاً عن الانحياز الواضح في وسائل الإعلام العامة والقيود المفروضة على حرية التعبير”.
وذكر بيترسن أن الانتخابات العامة كانت “سلمية في الغالب” رغم وقوع عدد من الحوادث وأن اللجنة العليا للانتخابات عملت بكفاءة. وأشاد الوفد بالإقبال الكبير مشيراً إلى أنه مؤشر واضح على “الروح الديمقراطية القوية”.
وجاء في تقرير البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات أن “عملية التعامل مع الشكاوى على جميع مستويات إدارة الانتخابات تفتقر إلى الشفافية، وقرارات اللجنة العليا للانتخابات التي نشرت لم تكن مؤيدة بمبررات كافية بشكل عام”.
وقالت البعثة، التي نشرت 401 مراقب من 40 دولة في جميع أنحاء تركيا، إن حزب اليسار الأخضر الموالي للكورد تعرض لترهيب واسع النطاق بدون أن تحدد المسؤول عن ذلك، وأضافت دون الخوض في تفاصيل أن بعض السياسيين المعارضين يخضعون لقيود.
جنود أتراك على رأس صناديق اقتراع – مدرسة كولب باير الابتدائية – ديار بكر
ودعا الوفد السلطات إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان زيادة إقبال الناخبين في المدن المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا في فبراير/ شباط.
وقالت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنها ستولي اهتماماً كبيراً لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية في 28 مايو.
يشار أن مسؤولون في المعارضة التركية أكدوا إن حزب العدالة والتنمية يعترض على نتائج الفرز في الصناديق التي لا يتقدم فيها أردوغان بعدد الأصوات ويحاول تزوير النتائج.
والتقطت وسائل إعلام صوراً لجنود أتراك وهم على رأس صناديق الاقتراع في مدينة ديار بكر في إشارة واضحة اعتبرها مراقبون إلى حصول تزوير بالانتخابات فضلاً عن خروج مقاطع فيديو مصورة تظهر تزوير الأصوات لصالح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.