تعهد كمال كيليتشدار أوغلو منافس الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الإثنين بالفوز عليه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50 بالمئة زائد صوت المطلوبة.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين: “إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتما”، مضيفا أن: “إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50 بالمئة”.
وأظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50 بالمئة المطلوبة زائد صوت واحد.
وقال وسط هتافات صاخبة “أنا أؤمن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة”.
كما أعلن أن حزبه الإسلامي الحاكم فاز بغالبية واضحة في البرلمان.
وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار، الاثنين حصول أردوغان، مرشح تحالف الجمهور، على 49.40 بالمئة من الأصوات، وحصل مرشح تحالف الأمة كمال كيليتشدار أوغلو على 44.96 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بعد فرز نحو 99 بالمئة من الأصوات. وفي مؤتمر صحافي، صباح الإثنين، قال ينار، إن مرشح تحالف “أتا” (الأجداد) سنان أوغان، حصل على 5.2 بالمئة، فيما نال المرشح (المنسحب) محرم إينجه 0.44 بالمئة، بحسب المعطيات حتى الساعة 09.45 صباحا (بتوقيت غرينيتش).
وذكر أنه تم فتح 192 ألفا و187 صندوقا من أصل 192 ألفا و214 من صناديق الاقتراع داخل البلاد، أي ما يعادل 99 بالمئة، ولم يتبق سوى 27 صندوقا غير مفتوح من صناديق الداخل.
وفيما يخص صناديق أصوات الخارج، لفت إلى أنه تم فتح 8 آلاف و65 صندوقا من أصل 9 آلاف و594 من صناديق التصويت خارج البلاد، ما يعادل نحو 84 بالمئة من تلك الصناديق.
وأكد ينار استمرار فرز الأصوات المتبقية وإدخال البيانات إلى نظام احتساب النتائج.
انتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين
ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة والعلمانية رسميا، في 28 أيار.
وقالت المعارضة إن حزب أردوغان يعطل إعلان النتائج الكاملة عن طريق تقديم اعتراضات، بينما تنشر السلطات النتائج بنظام يزيد حصيلة أردوغان على نحو مصطنع.
وذكر كليتشدار أوغلو في وقت سابق أن حزب أردوغان “يدمر إرادة تركيا” بالاعتراض على فرز أكثر من ألف صندوق اقتراع.
وأضاف “لا يمكنك منع ما سيحدث بهذه الاعتراضات. لن نسمح أبدا أن يصبح هذا أمرا واقعا”.
ويتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 90 بالمئة في الانتخابات التي ينظر اليها على انها استفتاء على الزعيم الأطول حكما لتركيا وحزبه ذي الجذور الإسلامية.
وقاد أردوغان تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة في واحدة من أكثر حقباتها تحولا وانقساما.
وصرح كيليتشدار أوغلو بعدما أدلى بصوته في الانتخابات في أنقرة “جميعنا اشتقنا للديمقراطية”.
وتابع “سترون بإذن الله أن الربيع سيأتي إلى هذه البلاد”.
ويقود كيليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
تركيا أمام نهجين مختلفين
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في تركيا 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت.
وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52.5 في المئة من الأصوات. لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 مايو في اقتراع انتكاسة له.
وأشارت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى أن كيليتشدار أوغلو سيفوز بأصوات الشباب الذين يشكلون نحو 10 في المئة من الناخبين، بهامش خطأ من اثنين إلى واحد.
وأصبحت حملة أردوغان موجهة بشكل متزايد إلى مؤيديه الأساسيين مع اقتراب الانتخابات.
وحاول أيضا كسب تأييد العاملين في القطاع الحكومي من خلال منحهم زيادات هائلة على أجورهم في الأشهر التي سبقت الانتخابات.
لكن الآن سيتركز الكثير من الاهتمام على سنان أوغان، المرشح الرئاسي المستقل الذي تحول إلى صانع ملوك بحصوله على 5.21 بالمئة من الأصوات.
وقال أوغان الأحد “لن نقول ما إذا كنا سندعم هذا المرشح أو ذاك”، مضيفا “سنجري مشاورات مع ممثليهم ثم نقرر”.