تشهد مناطق سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها بين الحين والآخر مظاهرات وشجب من قبل الفصائل الموالية لتركيا لقطع تركيا رواتب العناصر، أو تأخره لمدة طويلة، حيث وخاصة بعد عودة العلاقات السورية التركية إلى الواجهة وسعي تركيا للتطبيع مع سوريا تقلص الدعم المادي رويداً إلى أن تم قطع الرواتب عن العناصر في رأس العين، مما دفع العناصر إلى الفرار من خطوط التماس في رأس العين نحو تركيا وأوروبا، وبالأخص ساد الفرار بين فصيل “صقور الشمال” حيث شهدت صفوف هذا الفصيل انسحاب وفرار عناصره بسبب غضبهم من تأخير الرواتب وقطعها مراراً وتكراراً من قبل تركيا،
هذا وفي المقابل هناك من يعيش حياة فارهة في الجانب الآخر، وتوجه انتقادات لاذعة من قبل الفصائل للقياديين الذين يعيشون حياة “الترف والبذخ” ويصرفون أموالاً طائلة على المباني والملذات الشخصية وافتتاحهم مشاريع واستثمارات في سوريا وتركيا وليبيا، بينما يعاني العنصر العادي من أزمة معيشية خانقة وسط ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي التي تشهده مناطق الشمال السوري الخاضع للسيطرة التركية.
ويرى محللون أن تصرفات تركيا تجاه الفصائل الموالية لها في سوريا تتغير ملامحها بعد التطبيع مع سوريا، حيث تسعى تركيا للتخلص من هؤلاء العناصر عبر تضييق الخناق عليهم وقطع رواتبهم إلى جانب زجهم في معارك في ليبيا، وخلق الفتنة بين الفصائل نفسها حيث في الـ13 من آذار خرج العشرات من الفصائل الموالية لتركيا، بوقفة احتجاجية في مدينة مارع التي تسيطر عليها تركيا شمالي حلب، تحت شعار “كف عن تجويعهم”، لاستمرار تركيا بقطع رواتبهم لليوم 68 على التوالي، حيث امتنعت تركيا عن دفع رواتب الفصائل المولية لها “الجيش الوطني” من المكون العربي منذ أكثر من شهرين، بينما تدفع رواتب “الحمزات والعمشات” ذي الغالبية التركمانية، الأمر الذي أدى إلى موجة غضب عارمة في صفوف فصائل “الجيش الوطني”. حيث يتداول أن تركيا تتعمد تأخير رواتب الفصائل من الغالبية العربية لحثهم على الانضمام إلى الفصائل التركمانية، وعلى رأسها الفيلق الثاني بقيادة التركماني فهيم العيسى، وهذا الأمر أيضاً يخدم سياسة تركيا لصرف نظر الفصائل عن العلاقة السورية التركية.
مشاركة المقال عبر