ضرب في السادس من شهر شباط المنصرم زلزال بلغ قوته 7.8 على مقياس ريختر، كان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب. امتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية. ويُعدُّ هذا الزلزال من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وسوريا. حيث راح ضحيته أكثر من 50 ألف شخص، وتدمرت مدن بأكملها إثر هذا الزلزال، ورغم كل هذا ورغم إعلان حالة الطوارئ في تركيا إلا أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لم يغير تاريخ الانتخابات الرئاسية في تركيا، بل وسعى إلى جذب المزيد من الاصوات لصالحه مستغلاً كارثة الزلزال، حيث وبعدما كان ممنوعاً على السوريين الحاصلين على الجنسية التركية العودة إلى تركيا في حال خروجهم من تركيا، أصبح بإمكانهم العودة إلى تركيا ولكن بشرط ألا وهو التصويت لأردوغان في الانتخابات، وكان هناك الكثير من السوريين المجنسين عالقين خارج تركيا وفور بدأ الحملة الانتخابية في الرابع عشر من الشهر الحالي استطاعوا العودة مقابل التصويت، وليس هذا فحسب، فالزلزال سلب الكثير من العوائل منازلهم هذا ما أيضاً كان محط اهتمام أردوغان ليفوز باصواتهم بالانتخابات، حيث عمل على ابتزاز العوائل المتضررة، ووضع مدة زمنية محددة لكل منطقة للتصويت وإلا لن يتم توزيع المساعدات عليهم، وكل هذا عن طريق المنظمات والشخصيات الموالية له.
وذكرت جهات إعلامية أنه لم يتمكن سوى 50 ألف من أصل 820 ألف ناخب مسجل في كهرمان مرعش من تغيير تفاصيل تسجيلهم للانتخابات، حيث أن نصف سكان المنطقة غادروها. وهذا يعني أنه سيتوجب على مئات آلاف السكان إيجاد طريقة للعودة للمشاركة في الانتخابات التي تعد الأهم في تاريخ تركيا.
واضطر أب لطفلين لمغادرة المدينة. وهو يروي كيف سعى موظفون في الخدمة المدنية لثنيه عن تغيير عنوان التسجيل الخاص به.
وبحسب الأب: “أخبروني أن هذا سيؤدي إلى خسارة حقوقي بالحصول على المساعدات العامة لضحايا الزلزال”. وأضاف: “أبقيت على عنواني في كهرمان مرعش. لكن لا أعرف كيف سأتمكن من الذهاب إلى هناك والإدلاء بصوتي”.
ويقول: “أعتقد أن إجراء انتخابات حرة أمر مستحيل في هذه الظروف”. ولكنه يوضح “لا يوجد أي خيار آخر. خسرنا الكثير بالفعل مع الزلزال، يجب علينا أن نصوت”.
في ملجأ في ضواحي أنقرة، لم تقم سوى 120 عائلة نازحة من أصل 525 عائلة بالإجراءات الضرورية لتغيير عنوانها القانوني وذلك خوفاً من خسارتهم للمساعدات المقدمة وأماكن الإيواء.
تؤكد إيمان غسال أوغلو (34 عاما) التي تعيش في الملجأ مع ابنتيها أنها مصممة العودة إلى أنطاكية يوم الانتخابات- حتى لو اضطرت للنوم في خيمة. وتقول إن “الأمر يتعلق بمستقبلي. سأقوم بالتصويت مهما حصل”.
ويرى كثيرون أن العودة إلى أنطاكية ستسمح لهم بمراقبة التصويت والإبلاغ عن أي تجاوزات. ويتخوف منتقدو أردوغان من أن تضم اللوائح الانتخابية أسماء لمفقودين لم يتم الإعلان رسميا عن وفاتهم، ما يفسح المجال لتلاعب من قبل مسؤولين انتخابيين.
يسخّر أردوغان إمكاناتِ الدولة ومؤسساتها، وخاصة الأمنيّة والإعلاميّة لخدمةِ حملته الانتخابيّة، وقد تعمد أن يكون تدشين المشاريع، وافتتاح المعارض والإعلان عن كلّ الإنجازات متوافقاً مع حملته الانتخابيّة.
تحتملُ السياسةُ التركيّةُ أشكالِ الخطأ كالفسادِ والتقصير، والتعتيم الإعلاميّ والتضييق على الأهالي والغلاء المعيشيّ والتقصير في الخدمات ومواجهةِ الكوارث، والعدوان على دول الجوار، ولكن من غير المسموحِ بخطأ انتخابيّ.
مشاركة المقال عبر