تواصل تركيا تغيير ديموغرافية عفرين، شمال غربي سوريا عبر المستوطنات التي تقوم ببنائها من خلال منظمات سورية تشكلت في تركيا، وكذلك منظمات تركية وأخرى قطرية وكويتية جميعها تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين، ولذلك لتطبيق المخطط التركي في تغيير ديموغرافية الشمال السوري الذي تسيطر عليه.
وأنشات تركيا مؤخراً مستوطنة جديدة بالقرب من مركز مدينة عفرين، بدعم وتمويل من الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية “أنصر”.
وأعلن “المجلس المحلي” في عفرين التابع لتركيا، افتتاح مستوطنة جديدة باسم قرية “الأمل 2” يوم أمس الجمعة، بالقرب من مركز مدينة عفرين، وذلك بدعم وتمويل من قبل الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية “أنصر”.
وتضم المستوطنة الجديدة 500 وحدة سكنية، حسب “المجلس المحلي” في عفرين.
يشار إلى أن تركيا كانت قد أنشأت مستوطنة أخرى باسم “أرض الأمل” عام 2021 بدعم من إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) والهيئة العالمية للإغاثة “أنصر”، وذلك في قرية كفر كلبين بريف منطقة إعزاز في ريف حلب الشمالي، لتوطين أسر الفصائل الموالية لأنقرة فيها.
ومنذ سيطرتها على عفرين في آذار عام 2018 بدأت تركيا بتطبيق سياسة التتريك في المنطقة عبر تهجير سكانها الأصليين، ووطنت عوضاً عنهم قرابة 400 ألف مستوطن في عموم قرى ونواحي عفرين، وهم بغالبيتهم من المسلحين الذين يقاتلون لصالحها حيث تم استقدامهم من مناطق سورية مختلفة بناء على صفقات أبرمتها مع روسيا لتغيير الديموغرافية السورية.
وكانت أولى خطوات بناء تركيا المستوطنات في عفرين، في 15 تشرين الثاني عام 2018، من خلال إنشاء مجمّع استيطاني باسم “القرية الشامية” نسبة لفصيل “الجبهة الشامية” التابعة لتركيا، وذلك جنوب مدينة عفرين.
الجدير بالذكر أن تركيا أنشئت خلال 5 أعوام أكثر من 25 مستوطنة في عفرين، وتواصل إنشاء المزيد منها.
وازدادت مخاوف السكان الكورد الأصليين من قيام تركيا والمنظمات الإخوانية ببناء المستوطنات في عفرين بوتيرة متسارعة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في الـ6 فبراير / شباط الفائت تحت مسمى «إعادة الإعمار» والتي لن تكون لصالح السكان المحليين الحقيقيين الكورد الذين ما زالوا في المنطقة.
واعتبر نشطاء وصحفيين من منطقة عفرين، أن مرحلة ما بعد الزلزال هي الأخطر، خاصةً مع توجّه العديد من المنظمات والفرق القطرية الحكومية بالدخول للمنطقة وتوجيه أغلب إمكانياتهم إلى المناطق الكوردية الخاضعة لسيطرة تركيا وعلى رأسها جنديرس المنكوبة.
وأشار النشطاء والصحفيين الكورد أن ما يُقال عن إعادة إعمار من قبل تلك المنظمات، ما هي إلا بداية مرحلة جديدة من مشاريع الاستـيطان والتغيير الديمغرافي، خاصةً وأن تلك المنظمات بدأت تعرض على سكان المنطقة الكورد بالخروج من منازلهم التي لا تزال بعضها صامدة في مدينة جنديرس وإعطائهم خيم بعيدة عن منازلهم بدلاً منها.
وشبّه “حذيفة الحمود” مدير مكتب شؤون الجرحى والمفقودين الذي يعمل في مناطق شمال وشمال غرب سوريا، العام الفائت ” المستوطنات التي تبنيها الحكومة التركية في الشمال السوري بالمستوطنات الإسرائيلية التي أقاموها على الأراضي الفلسطينية بعد طرد أهلها منها.
وعبّر عن رفضه لبناء المستوطنات في شمال سوريا وعمليات التوطين الإجباري.