في ظل العنـ ـجهية التي تتبعها القوات الروسية في التعـ ـامل مع شيوخ العشائر العربية ومع تزايد حـ ـالات تحـ ـرش الجنود الروس بالفتـ ـيات في المناطق التي يتواجدون فيها من مناطق سيطرة الحكومة السورية بريف القامشلي، ترتفع أصوات العشائر في تلك المناطق والتي تطالب بدخـ ـول قسد إلى مناطقهم، للحفاظ على أعـ ـراضهم.
ومع سيطرة القوات الروسية على قرار قوات الحكومة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتصرفهم وكأن سوريا أرض مشاع لهم، تزداد عنجهية ضباط وعناصر القوات الروسية في تعاملهم مع أبناء الشعب السوري، حيث يرون فيهم تابعين وخدماً لهم، ويجب عليهم تنفيذ كل ما يقولونه.
وتزداد ممارسات القوات الروسية سوءاً في المناطق العربية العشائرية، حيث تمتلك العشائر العربية عادات وتقاليد قديمة مترسخة في المجتمع تدل على عراقة وأصالة تلك العشائر ومدى نبلهم، ولكن القوات الروسية لا تعير اهتماماً لهذه العادات بل ويصل الأمر بها إلى التعدي عليها وانتهاكها.
فكثيراً ما يتوجه الضباط الروس إلى لقاء قادة العشائر في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي والخاضع لسيطرة قوات الحكومة، للضغط عليهم للعمل من أجل تحقيق مصالحهم في ظل الصراع الروسي الإيراني للسيطرة على الأراضي السورية، دون أن يراعو العادات والتقاليد الواجب اخذها بعين الاعتبار بين الشيوخ. إذ يسير الضباط الروس بأحذيتهم ضمن مجالس الشيوخ، ويعتبر هذا أمراً مهيناً للشيخ صاحب الضيافة.
وهذا الأمر حصل في الكثير من المرات في مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية في ريف القامشلي، إذ سار ضابط روسي بحذائه في مجلس شيخ عربي وجلس أمام ضيوفه الشيوخ وهو يرتدي حذائه، وكأنه يهددهم بأنهم إن لم يفعلوا ما يريده منهم، فأنه سيتعامل معهم بالقوة والبوط العسكري في رسالة يستاء منها السوريون كثيراً.
ويزداد استياء شيوخ العشائر العربية من أسلوب الضباط الروس في مخاطبتهم، حيث تسود النبرة الاستعلائية والحديث بصيغة الأمر وكأن الشيوخ عناصر مجندين لهم ويجب عليهم تنفيذ أوامرهم بدون أي اعتراض.
وخلال الاجتماعات التي تعقد، يأتي الضباط الروس ويقولون ما يريدون ثم يرحلون مباشرة دون الاستماع إلى وجهات نظر الشيوخ حول تلك المواضيع وهو ما يعتبره الشيوخ إهانة لهم.
وعلى الرغم من إيصال شيوخ العشائر عبر ضباط قوات الحكومة السورية، رسائل إلى الضباط الروس، بضرورة أخذ مكانتهم الاجتماعية بعين الاعتبار، إلا أن الضباط الروس يتمادون أكثر فأكثر في سوء معاملتهم لشيوخ العشائر.
وبالمقابل من ذلك يرى شيوخ العشائر كيف تتعامل قوات سوريا الديمقراطية بكل احترام وتقدير مع شيوخ العشائر العربية في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، وأسلوب الندية التي يتبعها قادة قسد في التعامل مع شيوخ العشائر، والحفاظ على مكانة الشيوخ بينهم أبناء قبائلهم، والاستماع إلى آرائهم، وتنفيذ مطالبهم.
ووصل التمادي بالقوات الروسية في تعاملها مع العشائر العربية، إلى انتهاك أعراضهم عبر مضايقة الفتيات أثناء مرورهم في القرى العربية، وهذا ما يثير الغيرة في نفوس الشبان العرب الذين يطالبون شيوخهم بوضع حد للقوات الروسية.
وأمام هذا التمادي، بدأت الأصوات ترتفع بين شيوخ العشائر العربية التي تطالب قوات سوريا الديمقراطية بدخول مناطقهم من أجل الحفاظ على مكانة شيوخ العشائر العربية والحفاظ على أعراضهم من أن ينتهكها ضباط وعناصر القوات الروسية.
ويقول شيوخ العشائر العربية بأنهم مستعدون لفتح الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية لدخول المنطقة، والانخراط ضمن الإدارة الذاتية لمشاركة بقية العشائر العربية والكردية في إدارة المنطقة.
ويشير الشيوخ بأنهم يرون فروقاً كبيرة بين مناطقهم الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية والمناطق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، من حيث التنظيم والإدارة وتقديم الخدمات واحترام العادات والتقاليد والأهم من ذلك كله مكانة الشيوخ ضمن عشائرهم وقبائلهم.