شنَّ التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية أولى هجماتهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بعد اجتماعهما الأخير قبل أيام، وتركّز محور الاجتماع على ضرورة القضاء على التنظيمات الجهادية المتطرفة على رأسها تنظيم داعش، بالإضافة إلى تنظيم حراس الدين وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري الذي يخضع لسيطرة تركيا وفصائلها، والتأكيد على التحضير لهجمات أخرى تستهدف قيادات وعناصر «داعش» المتخفية.
أولى الهجمات ضد قيادات وعناصر تنظيم «داعش» في مناطق سيطرة تركيا بعد الاجتماع الأخير الذي جمع «التحالف الدولي» مع «قسد»، بدأ في جرابلس، حيث نفذت قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، عملية إنزال جوي بخمس مروحيات في قرية السويدة التابعة لناحية الغندورة في ريف جرابلس ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشرقي، مستهدفة قيادي بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية” «داعش».
وفي التفاصيل، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها استهدفت قياديًا بارزًا في تنظيم «داعش»، وربما قتلته في غارة بطائرة هليكوبتر على شمال سوريا في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن الغارة أدت إلى مقتل مسلحين اثنين من فصيل في الجيش الوطني السوري.
وكان الجيش الأميركي قد قال في وقت سابق من هذا الشهر، إنه قتل قياديًا كبيرًا في تنظيم داعش بسوريا يُدعى خالد أحمد الجبوري شمال غرب سوريا.
وذكرت واشنطن أنه كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات تنظيم داعش في أوروبا وتطوير هيكل قيادة التنظيم في تركيا.
هذه العملية ليست الأولى من نوعها بل في الـ24 من شهر شباط المنصرم، استهدفت قوات التحالف الدولي برفقة قوات سوريا الديمقراطية قيادي بارز في تنظيم “حراس الدين” المتطرف في شمال غربي سوريا برفقة شخص آخر، حيث استهدف التحالف دراجة نارية يستقلانها على طريق قاح – دير حسان في ريف إدلب الشمالي.
وكانت القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية (CENTCOM) قد أعلنت في الثاني عشر من شهر تموز من العام المنصرم، عن مقتل زعيم التنظيم في سوريا “ماهر العقال” في غارة جويّة بالقرب من ناحية جنديرس التابعة لعفرين، والذي يعد أحد كبار زعماء التنظيم، إضافةً إلى إصابة زعيمٍ آخر برفقته بجروح بليغة، حيث كانا يحملان بطاقة شخصية باسم المجلس المحلي في عفرين، ما يوضح تواطئ تركيا لتسهيل عمل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها من قبلها.
وأيضاً قتل طيران التحالف منتصف عام 2020 قياديَّين اثنين في “حراس الدين”، هما المدعو بلال اليمني أو بلال الصنعاني الذي يقود قطاع البادية في التنظيم، والأردني المدعو قسام الأردني الذي كان القائد العسكري في “حراس الدين”.
وفي عام 2019، قتل التحالف الدولي بغارة جوية في ريف حلب الغربي أبو خديجة الأردني أو بلال خريسات، والذي كان قياديًا بارزًا في “حراس الدين”. كما استهدف هذا الطيران في العام نفسه معسكرات تدريب لهذا التنظيم أكثر من مرة في ريف حلب وإدلب.
وقتل عام 2019 زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي في ريف إدلب بغارة أميركية، ثم قتل خليفته عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، مطلع العام الفائت في عملية مماثلة في شمال غربي سوريا.
والجدير ذكره أنه هناك أنباء حول التحضير لعمليات أخرى تستهدف قادات من تنظيم داعش الذين ينتشرون في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، حيث تدعي تركيا أنهم معتقلين، وعلى العكس من ذلك يتم إعادة تأهيلهم من جديد لإرسالهم إلى شمال وشرق سوريا بهدف تهديد استقرار المنطقة بالإضافة إلى أن ذلك يشكل خطرًا حقيقيًا على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وتفيد معلومات دقيقة بوجود الآلاف من عناصر ومتزعمي داعش في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في سوريا، وضمن مختلف فصائل الجيش الوطني السوري وبخاصة الفصائل التي ينتمي أفرادها إلى المنطقة الشرقيّة من أمثال «أحرار الشرقية وجيش الشرقية وتجمع أبناء دير الزور والحمزات وغيرها.» حيث تقوم تركيا بتأهيلهم لإرسالهم إلى مناطق شمال وشرق سوريا بهدف إعادة سيطرة التنظيم على المنطقة الأمر الذي يعتبر خطرًا كبيرًا على العالم بأسره وليس فقط على سوريا.
ومنذ أيام، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن الجيش الأميركي نفذ عملية بطائرة هليكوبتر في شرق سوريا في ساعة متأخرة، واعتقل عنصرًا بارزًا في تنظيم داعش واثنين من معاونيه.
وأضاف البيان: “سيعطل اعتقال حذيفة اليمني ومعاونيه قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها”، مشيرًا إلى أن العملية لم تسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين.