يتواصل الصـ ـراع ومعـ ـركة كـ ـسر العـ ـظم، بين الأفرع الأمـ ـنية التابعة لقوات الحكومة السورية في مدينة القامشلي، الساعية لفرض سيـ ـطرتها على المناطق الخاضعة لقوات الحكومة وشبـ ـكات تهـ ـريب المـ ـخدرات والبـ ـشر والدعـ ـارة، بغية تحقيق المنفعة المادية.
وفي السياق، ضبطت أحد الفروع الأمنية، مئات الكيلوغرامات من حبوب الكبتاغون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية بريف القامشلي الجنوبي الشرقي.
والمعروف أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في ريف القامشلي هي امتداد لمطار القامشلي الخاضع لسيطرة الحكومة وتقع في مثلث القامشلي – تل حميس – تل براك.
وتنشط في هذه المناطق الأفرع الأمنية التابعة للحكومة السورية وخصوصاً الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
ويتجدد الصراع القديم بين الحين والآخر مع قيام كل جناح بخطوات على الأرض ضد الجناح الآخر. وهذا الصراع يدور بين قطبي الأمن في مدينة القامشلي، مسؤول فرع الأمن العسكري العميد حكمت الرفاعي ورئيس فرع المخابرات الجوية أحمد شعبان.
كلا الضابطان يتبعان لجهة مختلفة -روسيا وإيران- والصراع بينهما يكشف حجم الصراع الخفي بين طهران وموسكو لفرض سطوتهما على الأفرع الأمنية لدى قوات الحكومة السورية التي لم يبقى سوى اسمها فقط مع فقدانها القدرة على اتخاذ القرارات مع وجود ضباط موسكو وطهران على الأرض.
والمعروف بأن العميد حكمت الرفاعي مسؤول الأمن العسكري هو الرجل الأول لمدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك، وهو من تابعي محور موسكو، أما رئيس فرع المخابرات الجوية أحمد شعبان فهو مدعوم من قبل اللواء غسان اسماعيل مدير إدارة المخابرات الجوية وهو تابع لإيران.
مصادر خاصة أكدت لموقع “فوكس برس”، أن الخلاف بين الرفاعي وشعبان تجدد، مع تلقي كل طرف تعليمات من قيادتهما باتخاذ خطوات على الأرض من أجل تمكين الجناح في المنطقة.
، حيث بدأ الطرفان بعقد اجتماعات للعشائر العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية بريف القامشلي الواقعي جنوب شرق المدينة في المنطقة
هذا ويعمل الطرفان على عقد اجتماعات مع العشائر العربية في المنطقة، ن أجل تجنيد شبانها ضمن شبكة عملاءهما وشبكات التهريب والمخدرات والدعارة التي أنشأتها قوات الحكومة السورية في المنطقة من أجل جني الأموال.
ويدير الرفاعي وشعبان شبكات دعارة تم إنشاءها في المربعات الأمنية الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية في مدينة القامشلي.
ويجني الطرفان آلاف الدولارات من هذه الشبكات شهرياً، حيث يستغلان الظروف المادية السيئة في بقية المناطق السورية ويجلبان الفتيات منها ويعملان على تشغيلهم ضمن شبكات الدعارة تلك.
ولا تقتصر شبكاتهما على الدعارة فقط، بل لهما شبكات تهريب البشر، حيث تتواصل تلك الشبكات مع الفصائل الموالية لتركيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري، خصوصاً في رأس العين وجرابلس، وهي بذات الوقت على تنسيق مباشر مع شبكات موجودة في مناطق سيطرة الحكومة السورية، حيث ينقلون السوريين الهاربين من الظروف الاقتصادية السيئة إلى مناطق شمال وشرق سوريا عبر مطار القامشلي ومن هناك يؤمنون وصولهم إلى مناطق سيطرة تركيا، حيث يقع المواطنون ضحية عمليات النصب والاحتيال من قبل الشبكات التي أنشأتها الفصائل.
كما أن لهما شبكات لتهريب المخدرات، حيث يتم نقل الكبتاغون الذي يتم صناعته في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وخصوصاً في حمص على الحدود مع لبنان، عبر مطار القامشلي، ومن هناك تعمل الشبكات على توزيعها في المنطقة.
وهذه المرة يبدو أن الصراع الخفي بين الفرعين انتقل إلى الإعلام الرسمي لدى الحكومة السورية، حيث قالت وكالة سانا بأنه تم ضبط كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة ضمن خزان وقود بريف المدينة.
وبحسب الوكالة فأنه تم مداهمة مكان عصابة تمتهن تهريب وترويج وتجارة المخدرات، بريف القامشلي، وضبطت مئات الكيلوغرامات من الحبوب المخدرة “كبتاغون” كانت مخبأة في خزان وقود أعد لهذه الغاية.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أنه “تم إلقاء القبض على أحد أفراد العصابة وأن أعمال البحث والتحقيق مستمرة لإلقاء القبض على بقية أفرادها.
ويشار أن قوات الحكومة السورية لا تستطيع التحرك سوى في المربع الأمني ضمن المدينة وعدد من القرى الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي الخاضع لسيطرتها، حيث تتواجد شبكات التهريب والدعارة والمخدرات التابعة للأفرع الأمنية في هذه القرى.