غاب السفير الأمريكي في أنقرة، جيف فليك، عن حفل إفطار نظمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم للسفراء في تركيا.
وبالرغم من أن السفارة أخبرت صحيفة “ديلي صباح” التركية أن جدول فليك اليومي كان مخططًا له قبل الدعوة، وأن يحضر حدثًا مجدولًا مسبقًا في مكان آخر، فإن غيابه يأتي بعد يومين من تهديد أردوغان له.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد بتلقين السفير الأمريكي في أنقرة، جيف فليك، درساً في كيفية عمل السفراء، بعدما أجرى الأخير زيارة إلى مرشح تحالف الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات في البلاد.
وانتقد أردوغان في كلمة له خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية بمدينة إسطنبول، يوم الأحد الفائت، اللقاء الذي جرى بين فليك وكليجدار أوغلو في أنقرة، قائلاً: “نحن بحاجة إلى تعليم أمريكا درساً في هذه الانتخابات”.
وتابع: “جو بايدن يتحدث من هناك، ماذا يفعل سفير بايدن هنا؟ يذهب ويزور السيد كمال. إنه لأمر مخز، أعمل عقلك قليلاً. أنت السفير. محاورك هنا هو الرئيس
ويبدو أن الزيارة استفزت أردوغان الذي يتحضر لخوض انتخابات وصفت بـ”المصيرية” في 14 مايو/أيار المقبل، حيث تمثل الانتخابات أصعب تحد سياسي حتى الآن لأردوغان، الذي يواجه انتقادات بشأن أزمة اقتصادية عندما وقع الزلزال.
يشار أن شعبية أردوغان وصلت إلى الحضيض خصوصاً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وموت عشرات الآلاف نتيجة عدم اتخاذ البلديات التي يديرها حزب أردوغان بمعايير السلامة والحماية من الزلازل رغم أن الحكومة تحصل على ضريبة من المواطنين بهذا الخصوص منذ 20 عاماً. كارثة الزلزال جاءت في وقت يعاني فيه الأتراك من تدهور في قيمة العملة التركية وأوضاع اقتصادية صعبة بسبب سياسات أردوغان.
وأنهى أردوغان حديثه على النحو التالي: “أبوابنا مغلقة أمامه، لن نراه مرة أخرى. لماذا؟ سيعرف مكانته”.
وكانت السفارة الأميركية في أنقرة ذكرت في تغريدة على تويتر، أن السفير الأميركي زار كيليجدار أوغلو في أنقرة يوم 29 مارس “كجزء من المحادثات المستمرة مع الأحزاب السياسية التركية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ورغم قيام أردوغان بإرسال رسائل مباشرة إلى واشنطن قبل نحو ثلاثة أسابيع وتقديمه وعودًا بترك صواريخ إس 400 الروسية والموافقة على انضمام السويد لاحقًا إلى حلف الناتو إلا أنه فشل في الحصول على دعم واشنطن ليزور السفير الأمريكي في أنقرة مرشح المعارضة كيليجدار أوغلو، لأن الولايات المتحدة باتت تدرك أن تركيا أصبحت منذ سنوات عدوة للناتو ودخلت في الحلف الروسي المعادي أساسا للناتو عبر قيامه بالكثير من الإجراءات المناهضة للحلف من بينها صواريخ إس 400 وقيامه بالتطبيع مع الحكومة السورية ضمن حلف رباعي يتواجد فيها إيران أيضًا وهجماته المتكررة على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية وتهديدها للقوات الأمريكية بشكل مباشر بالإضافة إلى استمرار دعم تنظيم الدولة الإسلامية بهدف دفع القوات الأمريكية للخروج من سوريا ضمن مخطط رباعي يضم روسيا وإيران والحكومة السورية وتركيا.