تواصل الجمعيات القطرية والفلسطينية والكويتية الإخوانية وبإشرافٍ تركي بناء المزيد من المستوطنات في منطقة عفرين الكوردية منذ وقوعها تحت سيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري في مارس / آذار 2018، وذلك من خلال توطين الفلسطينين والتركمان السوريين وسكان من محافظات سورية أخرى ونقل اللاجئين السوريين من تركيا إليها، فضلاً عن توطين عوائل لمسلحين ايغور من “الحزب الإسلامي التركستاني” ذوي الأصول الصينية.
استغلت تركيا كارثة الزلزال الذي ضرب منطقة عفرين وخاصةً مدينة جنديرس بهدف استمرار تغيير ديمغرافية المدينة بشكل أكبر وأخطر في إطار مساعيها لطرد أي كوردي من المنطقة.
وفي جديد ذلك، أعلنت «جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48»، السبت 10 مارس / آذار 2023، عن إطلاق مشروع بناء “قرية سكنية (مستوطنة)، مكوّنة من 100 بيت لعائلات الأيتام والأرامل، وذلك في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري.
وأضافت الجمعية أنّه تمت الموافقة على إتمام المشروع، بالإضافة إلى الحصول على عشرات الدونمات لبناء البيوت في القرية.
وأشارت إلى أن الأرض مكفولة من حيث البنية التحتية ومعدات الحفر والتجهيز من قبل جمعية تركية موثوقة.
وذكرت في الإعلان أن مساحة كلّ بيت 40 مترمربع، وأن تكلفة كلّ بيت 6700 شيكل = 1900 دولار أمريكي”، وأضافت “لقد تمت الموافقة بفضل الله على اتمام المشروع.
كما أوضح “الناشط الإسلامي النفسي إبراهيم خليل” من مواطني القدس والذي زار شمالي سوريا بعد الزلزال وأبرز مروجي المشروع، عبر صفحته، أن القرية ستقام على “مساحة عشر دونمات”، وبأنه خلال أقل من عشر ساعات ترويج هذا اليوم جمع كلفة البناء (عبر حساب مصرفي إسرائيلي) من تبرعات “فلسطيني 48.
في سياق متصل قال رئيس جمعية العيش بكرامة «علاء منصور» “المشروع انتهى، أعلنا عنه اليوم وانتهى اليوم، ونحن سنعمل على بناء 100 بيت لأرامل وأيتام سوريين، تواصلنا مع جمعية تركية لإيصال التبرعات وإنجاز المشروع”.
وأردف، “الجمعية هي تركية حكومية رسمية هي من ستنفذ المشروع في المنطقة، وهي من أسست البنية التحتية للمشروع من صرف صحي وكهرباء وهي من ستقوم ببناء البيوت وسنبقى على تواصل معها حتى إنجاز المشروع”.
وتابع، “سنقوم بإيصال الأموال عن طريق تحويلة بنكية، والجمعية التركية ستباشر على الفور بالعمل على المشروع، الأرض التي ستقام عليها القرية هي أرض سورية لكنها تابعة من ناحية أمنية لتركيا”.
واللافت في إعلان الجمعية أنه ذكر تكلفة البيت بالعملة الإسرائيلية كما ذكر أيضاً حساب الجمعية في مصرف إسرائيلي وذكر الاسم باللغة العبرية وهو 364097 ، رقم البنك: הפועלים 12، رقم الفرع: 506 שם מוטב : לחיות בכבוד.
وحسب المعلومات فإن المستوطنة ستقام في محيط قرية معراتة التابعة لمركز عفرين، على أرض تعود ملكيتها للعائلة الكوردية دادو.
وإذا كانت التحويلات المالية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة لا تغيب عن الرقابة الأمنية الإسرائيلية فإن وصولها إلى عفرين عبر مصرف إسرائيلي وبالشيكل، يطرح المزيد من الأسئلة، ليؤكد ذلك أن عربة الاستيطان تجرها العديد من القاطرات بالتنسيق مع الحكومة التركية، والنتيجة ترسيخ التغيير الديمغرافي.
من هي جمعية العيش بكرامة
جمعية “العيش بكرامة” التابع لفلسطيني 48 برزت على الساحة السورية في العام 2021 بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التطبيع مع إسرائيل في العام 2020، وتعمل في مناطق عفرين شمال سوريا الخاضعة لسيطرة القوات التركية، حيث تنفّذ أجندات مريبة لتوطين الفلسطينيين وغيرهم بهدف تغيير الهندسة السكانية في المنطقة.
الإعلان عن الجمعية وبدء عملها تزامن مع تسارع وتيرة التطبيع من قبل دول عربية عدة مع إسرائيل، ما فتح باب الشك بالأهداف الحقيقية لها وأسباب دخولها إلى الساحة السورية من بوابة اللاجئين والنازحين.
تُعرف الجمعية عن نفسها بأنها جمعية إغاثية مسجلة قانونيًا لكفالة الأيتام ومساعدة المحتاجين ومقرها الرئيسي في مدينة الطيرة (المثلث) بفلسطين رقم حسابها “12506364097”، بحسب صفحتها على “فيسبوك” باشرت نشاطها في شهر يوليو / تموز 2021.
وقدّمت الجمعية أولى المساعدات المالية لبناء مستوطنة في قرية “شاديريه” الإيزيدية، تحت مسمى “قرية بسمة” الذي يضم 99 وحدة سكنية.
ويرى مراقبون أن الهدف من بناء المستوطنات واستقدام عائلات من مخيمات إدلب ومناطق سورية أخرى إلى جانب ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا من تركيا وجلبهم إلى عفرين فضلاً عن توطين عوائل لمسلحين ايغور من “الحزب الإسلامي التركستاني” ذوي الأصول الصينية، والتركمان السوريين هو مسعى لإحداث تغيير ديموغرافي طويل الأمد.