يشتكي المواطنون الكورد باستمرار في مناطق سيطرة الفـصائل الموالية لتركيا بريف حلب الشمالي، من بطش تلك الفـصائل وتطويع الـزلزال لتوسيع أعمالهم من سـرقة ونهب وتغيير ديمغرافي، حيث يعاني الأهالي هناك من نقص وصول المساعدات الإنسانية أو خيم تأويهم بعدما دمر الزلزال منازلهم، وهناك اتهامات للفـصائل مع بعض المجالس المحلية باستيلائهم على المساعدات ونقلها إلى مستودعات خاصة بهم.
وصدرت الكثير من التقارير التي تفي باستيلاء فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة على المساعدات، حيث تبتكر الفصائل بشكل مستمر طرقاً للاسـتيلاء على المساعدات المقدمة لسكان المناطق المنـكوبة وخاصةً في بلدة جنديرس بريف عفرين ليتم توزيعها على عناصرها لاحقاً.
وتشير التقارير إلى أن فصيل “فيلق الشام” استقدم عناصر من بلدتي عزة والأتارب غربي حلب، الخاضعتين لسيطرة فصائل موالية لتركيا لاستلام حصص مساعدات إنسانية في جنديرس.
وقامت الفصائل هناك والمجلس المحلي الموالي لتركيا بإخفاء الخيم الموجودة في المستودعات وامتنعا عن توزيعها على السكان، ليجبروا الكورد إلى ترك منازلهم، في خطة ممنهجة من تركيا وقطر لتغير ديمغرافية المنطقة.
ويدرك الكورد في تلك المناطق سياسة تركيا لتغيير جغرافية ديمغرافية الكورد، ليقاوموا بكل السبل كي لا يتركوا منازلهم، حيث تطلب الفصائل الموالية لتركيا من الكورد بترك منازلهم المهـدمة إثر الزلـزال لبناء المستـوطنات، ولكن الأهالي نصبوا الخيم التي وصلتهم بنسبة ضئيلة من أبناء جلدتهم في باحات منازلهم وأمام المنازل.
ويتخوف الكورد من أن تُسلب منهم منازلهم رغم دمارها، وأن يجلب إليها مستوطنون أو عائلات الفصائل في حال خرجوا منها، وهذا الخوف يرافق الكورد منذ سيطرة الفصائل على مناطق شمال غربي سوريا وهي تبني المستوطنات على أراضي السكان الأصليين وتوطن آخرين في منازلهم، وهذا ما تسبب بتهجيرهم قسراً وإحداث تغييراً ديمغرافياً كبيراً في عفرين.
وتم هدم الكثير من المباني والمحال التجارية بشكل عشوائي في بلدة جنديرس المتضررة جزئياً وحتى تلك التي لم تتضرر بحجة أنها آيبة السقوط وستتم إعادة إعمارها، لتعلن بعدها جمعية “قطر الخيرية” الإخوانية وبتخطيط تركي بدء المرحلة الأولى من مشروع “مدينة الكرامة”، في إطار خطة لإعادة إعمار المناطق المنكوبة وبالأخص بلدة جنديرس.
وبنت كل من قطر والكويت وفلسطين بالتعاون مع تركيا، أكثر من 50 مستوطنة في ريف حلب الشمالي منذ عام 2018، ووطنت فيها عائلات الفصائل ولاجئين سوريين قادمين من تركيا تم ترحيلهم قسراً تحت مسمى “العودة الطوعية”، وذلك على حساب السكان الأصليين وفي ممتلكاتهم.