تواصل السُلطات التُركيّة ترحيل اللاجئين السوريين بشكلٍ قسري إلى شمال سوريا على قدمٍ وساق مُستخدمةً أساليب الترهيب والتهديد والوعيد في عمليات الترحيل.
افتتحت السُلطات التركيّة مُجدّدًا مراكز ترحيل في جميع المدن التركيّة بهدف ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى شمال سوريا الخاضعة للسيطرة التركية والفصائل المسلّحة الموالية لها.
وأفاد اللاجىء السوري «مجد العلي» لموقع «فوكس برس» أنَّ السُلطات التركيّة تقوم بتوقيف السوريين وتقتادهم إلى مراكز الترحيل، حيث تقوم بتسجيل أسمائهم في سجلات اللاجئين بُغية الحصول على مبلغ مالي قدره «120»يورو على كل لاجئ من قبل الأمم المتحدة، ثم يتم ترحيلهم عبر رحلات يومية بشكل قسري إلى شمال سوريا بعد عدم تجديد الإقامة التركية لهم.
اللاجىء السوري «ي ن» والذي فضّل عدم الكشف عن هويته لضرورات أمنيّة بعد ترحيله بشكل قسري من تركيا إلى سوريا عبر معبر باب السلامة، قال لموقع «فوكس برس» أنه كان ضمن مجموعة تُقدّر بـ 50 شخصًا رحّلتهم السُلطات التُركيّة إلى شمال سوريا بعد تسجيل أسمائهم في سجلات اللاجئين السوريين وذلك للحصول على مبلغ مالي وقدره «120» يورو على كل لاجىء من قبل الأمم المتحدة لصالح السلطات التركية.
وأضاف «ي ن» أن السلطات التركية أجبرتهم بعد ذلك التوقيع على ورقة العودة الطوعية.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» تحدثت في تقرير لها أواخر العام الماضي، بناءً على شهادات حيّة ترحيل تركيا للاجئين السوريين، فضلاً عن تقارير دولية أخرى.
وجاء في تقرير المنظمة أن السلطات التركية اعتقلت اللاجئين السوريين في الشوارع ومناطق عملهم ومن منازلهم، وأجبرتهم على توقيع ورقة ما تسمى العودة الطوعية دون أن تسمح لهم بالاطلاع عليها وقراءتها. مضيفةً أنها نقلتهم مكبلين ليتم الزج بهم في حافلات عسكرية وباصات خاصة لنقل السجناء حيث يتم تسليمهم لسلطات المعبر دون تقديم الماء والطعام لهم مع توجيه الشتائم، كما أنهم تعرضوا للتهديد بالقتل في حال تفكيرهم بالعودة إلى تركيا.
وظهر لاجىء سوري في مقطع فيديو في الـ29 من يناير 2023 مناشدًا الأمم المتحدة للتدخل بشكل سريع وعاجل لمنع ترحيلهم من تركيا إلى سوريا، معبرًا عن مخاوفه بأنهم سيكونون عرضة للقتل على يد فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة.
ويدعم الاتحاد الأوروبي اللاجئين السوريين في تركيا، بهدف تحسين ظروف العيش وذلك عن طريق تسلميها للهلال الأحمر التركي، ويؤكد اللاجئين السوريين أنهم لا يحصلون على أيًا من تلك المساعدات.
وقبل أيام، تعرضت منظمة الهلال الأحمر التركي لانتقادات من المعارضة ووسائل إعلام تركية لبيعها خيامًا للناجين من زلزال 6 شباط/فبراير الذي دمر جنوب شرق تركيا، بدلا من التبرع بها.
وبحسب صحيفة “جمهورييت” اليومية التي كشفت هذه القضية، باع الهلال الأحمر التركي 2050 خيمة مخصصة لناجين، لمنظمة “أحباب” الخيرية غير الحكومية مقابل 46 مليون ليرة تركية (2,4 مليون دولار).
وأكدت المنظمة غير الحكومية على تويتر الأحد أن هذه الخيام نقلت ونصبت في المناطق المتضررة من الزلزال.
وقال الصحافي مراد أجيريل من صحيفة “جمهورييت” إن “أكبر جمعية خيرية في تركيا، الهلال الأحمر، باعت خياما بدلا من منحها مجانا للمحتاجين إليها. إنها فضيحة”.
ويتمتع الهلال الأحمر التركي بوضع جمعية ويعمل بشكل وثيق مع السلطات التركية ويستفيد من العديد من حملات التبرع الرسمية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصف، الأسبوع الماضي، منتقدي الهلال الأحمر بأنهم “غير شريفين وخسيسون”.
وقبل أيام، وجّهت منظمات وأحزاب تركية معارضة انتقادات لاذعة لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، وهيئة الكـوارث والطوارىء التركية «آفاد» وضع شعار الحزب والهيئة على المساعدات الأجنبية وعلى رأسها المساعدات الألمانية المقدمة لمتضرري الزلزال في تركيا وتصوير الأمر وكأنها مساعدات مقدمة من قبلهم.
وتعمل هيئة الكوارث والطوارىء التركية «آفاد» وحزب العدالة والتنمية على تمرير المساعدات الأجنبية والتي تصل إلى مطار أضنة مثالاً على أنها خاصةً بهم بعد وضع شعاراتهم وملصقاتهم عليها.