فوكس برس – آيات عثمان
ما أن سيطرت القوات التركيّة رفقة فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لها على منطقة عفرين، بريف حلب الشمالي في الـ18 مارس / آذار 2018 حتى بدأت المخططات التركية في تغيير التركيبة السكانية تظهر بوتيرة مُتسارعة من خلال الضغط على السكان الكورد الأصليين عبر عمليات الاختطاف والاعتقال والتعذيب لدفعهم إلى ترك منازلهم والخروج من المنطقة، إلى جانب العمل على بناء عشرات المستوطنات بجوار القرى الكوردية بهدف تثبيت عملية التغيير الديمغرافي، من خلال توطين عوائل الفصائل الموالية لها من التركمان والعرب والفصائل الجهادية الأخرى كالإيغور وغيرهم، إلى جانب عمليات الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية تحت يافطة «العودة الطوعية» وتوطينهم في عفرين.
استغلت تركيا كارثة الزلزال الذي ضرب منطقة عفرين وخاصةً مدينة جنديرس بهدف استمرار تغيير ديمغرافية المدينة بشكل أكبر وأخطر في إطار مساعيها لطرد أي كوردي من المنطقة.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر خاصة لموقع «فوكس برس» أنَّ الاستخبارات التركية أوعزت للفصائل الموالية لها بهدم الأبنية المتضررة بشكل جزئي من الزلزال حتى تلك التي لم تتأثر بها عبر القيام بتفخخيها بذريعة أنها غير قابلة للسكن.
وأضافت المصادر أن هذه الخطوة تأتي في سياق تدمير ما تبقى من منازل الكورد بهدف تهجيرهم وإقامة المستوطنات بدلاً منها.
الجيش التركي يُهدّد
المصادر أشارت لموقع «فوكس برس» أنَّ بعض العائلات الكوردية التي رفضت مغادرة منازلها تعرضت لتهديدات مباشرة من قبل الجيش التركي وفصائله لإرسالهم إلى مخيمات.
وحذّرت المصادر أن تركيا تقيم مخيمات على أطراف ناحية جنديرس وداخل مدينة عفرين بهدف نقل أهالي مدينة جنديرس إليها بهدف إخلاء مركز المدينة من سكانها الأصليين واستبدالهم بعوائل الفصائل الجهادية.
وتأتي هذه الخطوة مع دخول الفرق والمنظمات القطرية الحكومية والخيرية بالدخول للمنطقة وتوجيه أغلب إمكانياتهم إلى المناطق الكوردية وعلى رأسها جندريس المنكوبة تحت يافطة «إعادة الإعمار»، لكنها ليست إلا بداية مرحلة جديدة من الاستيطان والتغيير الديمغرافي.
وفد قطري في جنديرس
دخل يوم السبت الماضي، وفد قطري رفقة مسؤولين من المعارضة السورية الموالية لتركيا، إلى بلدة جنديرس من معبر حمام بريف جنديرس.
وضم الوفد سفير دولة قطر لدى تركيا «محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني»، ورئيس الائتلاف «سالم المسلط» ورئيس الحكومة السورية المؤقتة «عبد الرحمن مصطفى».
وقالت مصادر خاصة لـ «فوكس برس» إن السفير القطري قام بجولة في المنطقة برفقة المسلط ومصطفى لبحث إقامة مشاريع بناء مستوطنات جديدة ضمن المنطقة التي تعرضت للزلزال.
قطر تُعلن مشروع بناء مستوطنة في جنديرس
أعلنت مؤسسة قطر الخيرية في الـ 12 فبراير / شباط 2023، عن مشروع جديد لبناء مستوطنة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بعد الزلزال الذي ضرب مناطق سوريّة عدة.
وأطلقت المؤسسة على المستوطنة المراد بناؤها في مدينة جنديرس بريف عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها اسم “مدينة الكرامة” تحت غطاء إعادة إعمار مناطق تضررت جراء الزلزال.
قطر تبني مستوطنة في شيخ الحديد
أنشأت جمعية تُطلق على نفسها جمعية «شام الخير الإنسانية» مستوطنة جديدة في ناحية “شيخ الحديد” بريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.
وأطلقت الجمعية على “المستوطنة” اسم «القرية القطرية 2»، تحت ذريعة إيواء المتضررين من الزلزال، وقالت الجمعية في منشور على صفحتها في “فيسبوك” بتاريخ 12 شباط الجاري أن القرية هي إهداء من الحكومة القطرية.
يذكر أنّ العديد من المؤسسات والجمعيات القطرية والكويتية والفلسطينية ذات الخلفية الإخـوانية وبرعاية تركية مباشرة موجودة في مدينة عفرين منذ بداية سيطرة تركيا عليها، بفعالية في مشاريع بناء البؤر الاستيطانية التي رسخت التغيير الديمغرافي.