رغم هول الكا*رثة الإنسانية والدعوات لعدم تسييس الملف الإنساني بعد الزلزال المد*مر الذي ضرب سوريا وتركيا، إلا أن تركيا والفصا*ئل الموالية لها لا زالت تتعامل مع الكورد بطريقة عنـ*ـصرية، فعشرات العائلات ما زالت تحت الأنقا*ض في ناحية جنديرس في عفرين دون أن يتوجه أحد لإنقا*ذهم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فأن نحو 800 شخص على الأقل فقدوا حياتهم في ناحية جنديرس حتى الآن، وسط الحديث عن وجود العشرات من المنازل التي سقطت على رؤوس أصحابها من سكان الناحية الأصليين من الكورد دون أن يتوجه أحد لإنقاذهم.
ومنذ اليوم الأول للزلزال الاثنين الماضي، انتشرت صور عناصر الجيش الوطني الذين يسيطرون على الناحية، وهم يقفون فوق أنقاض المنازل المدمرة، دون أن يحركوا ساكناً لإنقاذ المواطنين الذين تهدمت فوق رؤوس ساكنيها، وهذا ما لاقى استهجان جميع السوريين الذين أشاروا أن العنصرية لا يجب أن تطغى في ظل هذا الوضع الكارثي الذي تعرض له السوريون على اختلاف انتماءاتهم.
ومنذ اللحظة الأولى للزلزال تحدث المرصد السوري عن هول الوضع في جنديرس، ونقل عن مواطنين أنهم توجهوا إلى القاعدة العسكرية التركية من أجل تقديم الدعم لإخراج العالقين تحت الأنقاض، ولكن القوات التركية طردت الأهالي ورفضت تقديم المساعدة لإخراج العالقين، في موقف عنصري، وكأنهم كانوا ينتظرون هكذا فرصة للتخلص من أبناء المنطقة الأصليين من الكورد.
فتركيا ومنذ سيطرتها على عفرين رفقة الفصائل التابعة لها، عام 2018، بدأت بالتضييق على الكورد في عفرين، من أجل تهجيرهم من أرضهم، حيث تنتشر عمليات الاختطاف والاعتقال والقتل والغصب والاستيلاء على أراضي العفريين وتجريفها وقطع أشجارهم وسرقة ونهب محصول الزيتون.
وأظهر هذا الزلزال مدى العنصرية والشوفينية التي تقربت منها تركيا وفصائلها من هذه الكارثة الإنسانية، خصوصاً أنه تم مساعدة المستوطنين الذين انهارت منازلهم دون أن يتلقى الكورد من أبناء المنطقة أية مساعدة حتى الآن، حيث لا تزال عشرات العوائل تحت الأنقاض حتى الآن.
كما منعت الفصائل الموالية لتركيا، المستوطنين الذين حاولوا إنقاذ سكان المنطقة الأصليين من الكورد في بادرة إنسانية منهم، حيث أجبرتهم على العودة.
أما سكان المنطقة الأصليين الذين حاولوا إنقاذ الضحايا، تعرضت منازلهم للسرقة من قبل الفصائل الموالية لتركيا التي انتهزت الفرصة لتظهر معدنها وبعدها عن الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
كما سرق أحرار الشرقية مساء أمس، رتل من الشاحنات تحمل مساعدات كانت متجهة صوب ناحية جنديرس، في مركز مدينة عفرين.
ورغم فظاعة هذا المشهد، تسعى الفصائل الموالية لتركيا لاستغلال ما جرى في جنديرس التي تشير المعلومات إلى تعرضها للدمار بنسبة 80 % للحصول على مساعدات إنسانية من الأطراف الدولية، فهذه الفصائل التي تعودت على سرقة ونهب ممتلكات المواطنين الأصليين كيف لها أن تقدم المساعدات وهي تتقرب من موضوع إنساني بعنصرية وشوفينية.
ليس هذا فحسب، بل تناول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل محادثات مع ذويهم في جنديرس، تشير أن الفصائل الموالية لتركيا تسرق المساعدات المرسلة من خارج سوريا عبر التحويلات المالية. إذ كتب في الرسائل التي تلقاها النشطاء من ذويهم، بأن الفصائل وضعت مسلحين اثنين أمام كل محل تحويل وصرافة في ناحية جنديرس وأي شخص من سكان المنطقة الأصليين عندما يتوجه لاستلام حوالات فأن المسلحان يأخذان نصف المال الوارد عبر الحوالة لصالح الفصائل.
وعليه طالب النشطاء جميع الأهالي بعدم إرسال الأموال عن طريق الحوالات بل إيصال المساعدات بطرق مختلفة كون الفصائل تسرق أموال المساعدات.
وعلى العكس من هذه الفصائل، فأن مناطق شمال وشرق سوريا وخصوصاً الكورد، تقربوا من الزلزال بطريقة إنسانية، حيث أرسلوا عشرات صهاريج المحروقات والسيارات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا، ومنذ الصباح لا تزال تلك السيارات بانتظار الدخول عبر معبر ام جلود الواصل بين منبج ومناطق سيطرة تركيا وفصائلها في الشمال السوري، ولكن الجانب التركي يرفض إدخال تلك المساعدات وما تزال السيارات واقفة في المعبر تنتظر الدخول.
الكارثة التي أحدثها الزلزال أظهر أن الشعب السوري لا يمكن تفريقه أبداً مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية، ولكن بالمقابل أظهر حقيقة الفصائل التي تدعي أنها تحارب من الشعب السوري، بأنها عبارة عن فصائل لا يهمها سوى جمع المال واستغلال حالة إنسانية كهذه هو أكبر دليل على ذلك.