كشف سيناتور أمريكي بارز في مجلس الشيوخ الأمريكي عن وجود ممانعة قوية من الإدارة الأمريكية لأي عملية عسكرية تركية في شمال وشرقي سوريا.
وقال «كريس فان هولن» العضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن الرئيس «جو بايدن» ضغط بقوة على أنقرة من أجل منع العملة العسكرية في شمال شرقي سوريا.
وأشار «هولن» إلى أن الوضع في شمال وشرقي سوريا يتسبب بتصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة، معبرًا عن اعتقاده في أن أردوغان تسبب في سقوط تركيا بشكل سيء للغاية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الذي دعا إلى إجرائها في منتصف مايو / أيار القادم.
وشدّد السيناتور الأمريكي بضرورة أن تكون هناك عقوبات أميركية وأوربية مشتركة على تركيا، إذ يرى أن العقوبات الاقتصادية على تركيا ستكون الخيار الأنسب واصفًا أنقرة بأنها «ليست حليفًا مخلصًا».
وقال “هولن” أن أردوغان يمارس سلوك عدواني ومتهور على كورد سوريا، فقوات سوريا الديمقراطية هي رأس الحربة في الحرب ضد داعش، مضيفًا أن تزايد تهديد داعـش في المنطقة بسبب تركيا، ولسنوات عديدة من خلال السماح للإرهابيين بالمرور، وما زالوا ينفذون هجمات ضد كورد سوريا، حسب وصفه.
الجدير ذكره أن العلاقات «الأميركية – التركية» تشهد مؤخرًا شبه توتر نتيجة ملفات خلافية عديدة، تشمل بالإضافة إلى الموقف من شمال سوريا قضايا من بينها؛ صفقة طائرات F16 التي يرفض الكونغرس بيعها لتركيا، والموقف تجاه التهديدات التركية لليونان، ورفض أنقرة انضمام كل من السويد وفنلندا إلى النيتو، كذلك تقارب أنقرة من موسكو وشراء منظومة S400، وخرقها للعقويات الغربية على روسيا، إضافة إلى تدهور ملف حقوق الانسان في تركيا التي تمارس القمع بحق المعارضين.
29 عضوًا يرفضون بيع طائرات F16
طالبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الرئيس جو بايدن، بتأجيل بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا حتى توافق أنقرة على طلبات السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف الناتو.
ووفقا لبيان صدر يوم الخميس الماضي، عن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس، قالت السناتورة الديموقراطية، جين شاهين: “لا يمكن للكونجرس أن يفكر في تقديم مزيد من الدعم لتركيا، بما في ذلك بيع طائرات إف -16، حتى تكمل أنقرة التصديق على بروتوكولات الانضمام”.
مشروعون أمريكيون يشنون هجومًا لاذعًا على سياسات تركيا
شنّ مشرعون أمريكيون مؤخرًا هجومًا لاذعًا على سياسات تركيا أكدوا فيها أن تصريحات أردوغان أطاحت بآخر فرصة للتقارب بين واشنطن وأنقرة.
وقال المشرعون من الحزبين «الديمقراطي والجمهوري» أن سياسات تركيا لا تلبي المصالح الأمريكية، ما يستدعي إبلاغ أنقرة بأن واشنطن مستعدة للابعتاد عن تلك العلاقة.
وأكدوا أن أردوغان سيسقط في الانتخابات رغم تخطيطه للقيام بتزوير الانتخابات واعتقال منافسيه والتضييق عليهم.
وقال السيناتور الأمريكي بوب مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن المجتمع الدولي والإقليمي بحاجة إلى تركيا ديمقراطية ومستقرة، وهذا لن يحدث في عهد أردوغان.
وأضاف أن تركيا أنشأت مناطق سيطرة في شمال سوريا، والتي أتت بنتائج كارثية للسكان الأصليين من الشعب الكوردي، الذي يتعرض للتهجير القسري والاختطاف والاعتـقال الغير قانوني والتعـذيب ومصادرة الممتلكات بصورة غير قانونية.
وأكد “منندينز” أن هذه التصرفات تعرقل شراكة الولايات المتحدة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية في مجال محاربة الإرهاب والقتال المشترك للدولة الإسلامية /داعش/.
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، بوب منينديز، دعا في وقت سابق بلاده والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمحاسبة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
يذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، كان قد قال مؤخرًا أن الزمن قد تغير، داعيًا إلى طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي أو تعليق عضويتها لمواجهة السلوك السام لأردوغان، ووصف “بولتون” بأن تركيا أصبحت حصان طروادة لروسيا في الناتو، وأن الرئيس التركي أردوغان ديكتاتور مثل بوتين.