دعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بمظاهرة شعبية احتجاجية، غداً الجمعة في مدينة مدينة الباب بريف حلب الشرقي على خلفية مقتل قيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية” يدعى “صدام الموسى” الملقّب “أبو عدي عولان”، بطائرة مسيّرة واتهام الجانب التركي بالوقوف خلف عملية استهدافه.
وستنطلق المظاهرة بعد ظهر غد في دوار “الشهيد أبو غنوم” في مدينة الباب شرقي حلب، لمطالبة الجانب التركي بمحاسبة المسؤول عن قتل القيادي.
وفي الـ 29 يناير / كانون الثاني الفائت، انتشرت كتابات على الجدران في مدينة الباب بريف حلب الشرقي تتهم الجانب التركي بالتورط بقتل أحد قياديي فصيل “حركة أحرار الشام الإسلامية” عبر استهدافه بصاروخ طائرة مسيّرة من نوع “بيرقدار”، حيث كتبت عبارات ” رسالة إلى أردوغان لا تخسر الشعب السوري” و” الشعب يريد محاسبة مجرم البيرقدار” و”دم الشهيد نور لنا ونار على الظاللمين”.
تركيا متـ.ـورطة
نشرت “حركة أحـ.ـرار الشـ.ـام الإسـ.ـلامية” صوراً لبقايا الصـ.ـاروخ الذي استـ.ـهدف القيادي المدعو “أبو عـ.ـدي عـ.ـولان”، حيث تبين الصور بأن الصـ.ـاروخ من نوع MAM-L المصنع من قبل شركة (Rokestan) الموجه بالليزر والذي يستخدم في الطائرة المـ.ـسيّرة التركية الصنع / بيرقدار “.
إذ تختلف عمليات الاسـ*ـتهداف التي تقوم بها عادةً التحالف الدولي أو روسيا التي تعلن عن عملياتها والأشخاص المستـ*ـهدفين فيها، فضلاً على أن الصور التي تمّ تداولها لمكان الاستـ*ـهداف لم تظهر آثار أضـ*ـرر كبيرة معتادة لعمليات التحالف الدولي أو روسيا، وأظهرت حفرة صغيرة.
وظهرت والدة القيادي في حركة “أحـ.ـرار الشـ.ـام الإسـ.ـلامية” في شريط مصور تطالب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بمحـ.ـاسبة قاتـ.ـله ومتـ.ـهمة ضابط تركي يدعى “أبو عارف” بالمسؤولية عن مقـ.ـتله عبر طائرة “بيرقدار”.
تنسيق تركي مع قوات الحكومة السورية
الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، ذكر عبر عدة تغريدات أن “أبو عدي” اشتهر بتسهيل تقدم “تـ.ـحرير الشـ.ـام” إلى شمالي حلب في تشرين الأول 2022 وفي أعقابه، قام بتأمين السيطرة على معبر “الحمران” المهم، ووافق على مشاركة تدفقات إيراداتها مع “الهيئة”، وكان أيضًا لاعبًا معروفًا في تجارة الأسـ.ـلحة.
وأوضح ليستر أن رفض “أبو عدي” العنيد للتراجع وإعادة “الحمران” إلى “الجيش الوطني السوري” مصدر “إحباط حاد” لتركيا وللحكومة “المؤقتة”، وبذلت الاسـ.ـتخبارات التركية محاولات عديدة لطرده بالقـ.ـوة والتفاوض وكان فشلهم يزعج العلاقات بين تركيا و”الجيش الوطني”.
وترك الباحث في معهد “الشرق الأوسط” الباب مفتوحًا أمام عدة تساؤلات واحتمالات منها بأن استـ.ـهدافه يثير مخـ.ـاطر جدية من إثارة العـ.ـداء بين “تـ.ـحرير الشـ.ـام” والفـ.ـصائل الأخرى، وكذلك احتمالية أن يكون تم استـ.ـهداف “أبو عدي” بالتنسيق مع القوات الموالية للحكومة السورية.
رفضـ.ـه التقارب التركي – السوري
المعروف عن “صدام الموسى” رفضه التام لعمـ.ـلية التقارب التركي مع الحكومة السورية، حيث كان من السباقين لرفض المصالحة، وقاد مظاهرات شعبية رافضة لذلك، أي بمعنى أدق خروجه من تحت “العباءة التركية”.
ومع تسارع عملية التقارب التركي مع الحكومة السورية برعاية روسية، من خلال عقد اجتماعات مستمرة كان آخرها الاجتماع الذي عقد على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الاستـ.ـخبارات بين الأطراف الثلاثة في موسكو في الـ 28 من كانون الأول من العام المنصرم.
تسعى تركيا من خلاله إلى تطبيق شروط الحكومة السورية في قبول التطبيع، من خلال خطو خطوات عملية تضمنت في إحدى جوانبها توجيهات لبعض الفصـ.ـائل في الجيش الوطني السوري الموالي لها بالاستعداد لتسوية الأوضاع مع الحكومة السورية خلال الفترة القادمة.