في الوقت الذي تغـ*ـرق فيه مخيمات النازحين السوريين في إدلب كل شتاء بالماء ويتضـ*ـرر ويتـ*ـشرد سكانها، تتجه تركيا التي تقول إنها تدعم السوريين لبناء المستـ*ـوطنات في عفرين لتغيير ديموغرافيتها.
وشهدت مناطق الشمال السوري ومنها إدلب وريفها منذ مساء أمس عاصفة مطرية شديدة ألحقت أضراراً كبيرة بتجمعات ومخيمات النازحين في ريفي إدلب الشمالي والغربي، حيث تضررت العديد من الخيام نتيجة العاصفة بسبب عدم وجود تجهيزات مسبقة للمخيمات واهتراء غالبية الخيام التي مرت عليها عدة سنوات دون تبديل.
إذ تعرضت نحو 5 خيام في مخيم “العقبة” بقرية كفرعروق بريف إدلب الشمالي للتضرر بشكل جزئي، كما تضررت غالبية الخيام ضمن مخيم “العامرية” الواقع في قرية كفريحمول وعدة خيام أخرى في مخيم “المثنى” في مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي، حيث تشكلت السيول ودخلت مياه الأمطار لداخل الخيام.
وتعاني مخيمات النزوح الواقعة في مناطق متفرقة في إدلب وريفها ولاسيما على الشريط الحدودي مع تركيا، من أوضاع معيشية قاسية تزداد حدتها مع دخول فصل الشتاء كل عام، في ظل شح المواد الغذائية ومواد التدفئة إضافة لعدم تحمل معظم الخيام للأمطار خلال فصل الشتاء ما يؤدي لتضررها مع اشتداد العواصف المطرية.
وفي الوقت الذي تدّعي فيه تركيا أنها تدعم السوريين إلا أنها لا تحرك ساكناً حيال هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في تلك المخيمات الواقعة على الحدود. إذ لا تقدم المنظمات التركية ولا التابعة للإخوان المسلمين في قطر والكويت وفلسطين أي دعم يذكر لهؤلاء النازحين.
وعوضا عن ذلك تتجه تركيا والمنظمات الإخوانية لبناء المستوطنات في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا منذ ربيع عام 2018 بعد تجهير نحو 400 ألف نسمة من سكانها الأصليين وتوطين عدد مشابه من عوائل عناصر الفصائل التابعة لها.
وغاية تركيا من بناء المستوطنات هو تغيير ديموغرافية عفرين، فقبل الهجمات التركية كانت نسبة الكورد في عفرين تزيد عن 90 % أما الآن فأن نسبتهم تقل عن 20 % بعد تهجير الغالبية العظمى، في حين يتعرض من تبقى من سكانها للتضييق المستمر عبر الاستيلاء على بساتين زيتونهم وأراضيهم الزراعية وإنشاء المستوطنات عليها، فضلاً عن عمليات القتل والخطف على الهوية وابتزازهم بغية الحصول على فدى مالية وقطع أشجارهم وبيعها كحطب للتدفئة.