بهدف فتح طريق الـ M4 الواصل بين حلب واللاذقية، اجتمعت الاستخبارات التركية من هيـ*ـئة تحـ*ـرير الشـ*ـام وحـ*ـركة أحـ*ـرار الشـ*ـام الإسلا*مية في معبر باب الهوى، في وقت تواصل فيه تحـ*ـرير الشـ*ـام تمـ*ـددها في عفرين وفرض سلطتها.
ومنذ أن بدأت تركيا بالحديث عن التطبيع مع دمشق وكذلك الحديث عن شن هجمات جديدة في الشمال السوري، تحدت روسيا عن ضرورة الالتزام باتفاق سوتشي لعام 2020 بين بوتين وأردوغان والذي تضم وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات الحكومة السورية وفتح الطرق الدولية وخصوصاً الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية وضرورة إبعاد هيئة تحرير الشام عنه لمسافة 8 كم.
ومن أحد شروط التطبيع هو فتح الطرق الدولية الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها من أجل تخفيف الأزمة الاقتصادية عن الحكومة السورية.
ولتطبيق هذا المخطط، عقدت الاستخبارات التركية خلال الأيام الماضية اجتماعاً في معبر باب الهوى مع هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية اللتان تسيطران على إدلب، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة.
وقالت المصادر أن الاجتماع تطرق إلى فتح طريق الـ M4 الواصل بين اللاذقية وحلب أمام الحركة التجارية، كبادرة حسن نية تركية اتجاه الحكومة السورية من أجل استكمال عملية التطبيع، خصوصاً أن الرئيس التركي قال مساء أمس أنه يجب أن تستمر الاجتماعات الثلاثية بين تركيا والحكومة السورية وروسيا، وأشار بأنهم يحصلون على نتائج إيجابية منها.
وأشارت المصادر أن النقاشات تطرقت أيضاً إلى عودة الدوريات الروسية على طريق الـ M4 وفتح معبر سراقب الواصل مع مناطق سيطرة الحكومة السورية وذلك كمنفذ تجاري وفتح الطريق أمام القاطنين في إدلب بالتوجه نحو مناطق الحكومة السورية من أجل المصالحة وتسوية أوضاعهم معها.
ونوهت المصادر أن المجتمعين ناقشوا أيضاً رد الفعل الغاضب الذي يمكن أن يبديه القاطنون في إدلب تجاه هذه الخطوات العملية في التطبيع مع الحكومة السورية في ظل الرفض الشعبي للمصالحة معه، وقالت المصادر أن الأطراف المجتمعة ناقشت كيفية التصرف تجاه المتظاهرين وضرورة أن تتصرف هيئة تحرير الشام بسرعة وأن تعتقل الأشخاص الذين يدعون لهذه التظاهرات وتغييبهم لمنع تأثيرهم على المجتمع.
ووفق ما توصلت إليه الاستخبارات التركية وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، فأن تركيا ستبدأ اعتباراً من نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع القادم، بتسيير دوريات منفردة لرصد الطريق من ريف إدلب الشمالي الشرقي وصولاً إلى ريف اللاذقية، بهدف إعداد خطة تأمين مشتركة مع تحرير الشام لمنع أيّة عمليات استهداف قد تتعرض لها الدوريات المشتركة مع روسيا مستقبلاً.
ويربط طريق الـ M4 الساحل السوري بمدينة حلب وكذلك بمناطق شمال وشرق سوريا، وصولاً إلى الحدود العراقية وبالتحديد معبر اليعربية/تل كوجر الحدودي الذي يقابله معبر ربيعة من الجانب العراقي.
ويربط هذا الطريق أيضاً بين طريق دمشق – حلب (الـ M5) والطريق الساحلي M1 الرابط بين مدن الساحل السوري الذي يمر بمحاذاة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في ريف اللاذقية. وبالتالي فإنّ طريق الـ M4 يعد خط إمداد بين حلب واللاذقية لقوات الحكومة السورية والقوات الروسية. ويلتقي الطريقان جنوبي اللاذقية، على مسافة عشرة كيلومترات شمال القاعدة الروسية.
هذا الاجتماع يأتي بالتزامن مع تمكين تركيا لهيئة تحرير الشام من التمدد في مدينة عفرين وفرض سلطتها. فبعد انتشارها في عفرين وعدد من نواحيها وتحركها رفقة القوات التركية وبألبسة بعض فصائل الجيش الوطني المدللة من الاستخبارات التركية، بدأت هيئة تحرير الشام بالترويج لتواجدها بشكل رسمي وكذلك بدأت بالترويج لنفسها وفتحت باب الانضمام لصفوفها بين المستوطنين في عفرين.
وتستخدم هيئة تحرير الشام الحديث عن التطبيع بين دمشق وأنقرة، كوسيلة للترويج لنفسها من أجل استقطاب عناصر جدد وربط المستوطنين في عفرين بنفسها وجعلهم أعضاء في صفوفها، وذلك من خلال تكثيف الهجمات على قوات الحكومة السورية وإظهار نفسها بأنها معارضة للتطبيع في وقت تعمل فيه مع تركيا في الخفاء على تطبيق شروط التطبيع وتعمل على اعتقال النشطاء الذين يدعون لتنظيم التظاهرات ضد التطبيع.
الخطوات الفعلية التركية لم تقتصر على الاجتماع مع تحرير الشام وحركة أحرار الشام من أجل فتح طريق الـ M4 بل أوعزت تركيا لبعض الفصائل التابعة لها بتجهيز نفسها من أجل المصالحة مع الحكومة السورية على غرار ما جرى في درعا، عندما قام مسلحو المعارضة بتسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية واحتفظوا بسلاحهم الفردي وانضموا إلى الفيلق الثامن الروسي.
وتريد تركيا من هذه المصالحة بين الفصائل التابعة لها والحكومة السورية، جعل جزء من فصائلها المقربة اتباعاً لروسيا من أجل نقل المعلومات لها ومن أجل ضمان المصالح التركية في المناطق التي تتواجد فيها تلك الفصائل وتخريب اية اتفاقات قد تحصل تكون ضد المصالح التركية في سوريا من خلال تحريك هذه الفصائل لخلق الفوضى وكذلك لاستخدامهم في استهداف المعارضين لها وسكان المنطقة الأصليين المعارضين لوجود تركيا على الأراضي السورية.