في الوقت الذي تواصل فيها تركيا تطبيع علاقاتها مع الحكومة السورية، أصدرت الاستخبارات التركية توجيهات لفصيل العمشات بالاستعداد لتسوية الأوضاع مع الحكومة السورية خلال الفترة القادمة.
تواصل الدولة التركية تقاربها مع الحكومة السورية برعاية روسية، حيث تستمر اجتماعات اللجان المختصة بين روسيا وتركيا والحكومة السورية بعد الاجتماع الذي عقد على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات بين الأطراف الثلاثة في موسكو في الـ 28 من كانون الأول من العام المنصرم.
كما تتواصل التحضيرات لعقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية بين الأطراف الثلاثة في موسكو مطلع شهر شباط المقبل.
وفي هذا الإطار ومن أجل تطبيق شروط الحكومة السورية في قبول التطبيع، بدأت تركيا بخطو خطوات عملية والتحضير لخطوات قادمة لاستكمال هذه المصالحة.
وفي هذا السياق، أصدرت الاستخبارات التركية توجيهات لفصيل العمشات (السلطان سليمان شاه) بالاستعداد خلال الفترة القادمة لتسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية.
وفي الوقت الذي بدأت فيه تركيا عملية التطبيع مع دمشق لهدفين اثنين، أولها الحصول على موافقة موسكو وطهران ودمشق من أجل شن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا، وثانيها للتخلص من اللاجئين السوريين، فأنها تخشى من أن يؤدي هذا التطبيع لموجة نزوح جديدة باتجاه الأراضي التركية خصوصاً مع تسليم المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال السوري للحكومة السورية.
وفي ظل هذا الخوف من موجة اللاجئين التي تؤثر على الانتخابات التركية المقررة في الـ 14 من أيار العام الجاري، تروج تركيا لنموذج التسويات في درعا.
فتركيا تحاول اقناع الفصائل بضرورة تسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية والاحتفاظ بسلاحهم الفردي والانخراط في الفصائل التي تشكلها روسيا. وبذلك فهي تتخلص من اللاجئين وأيضاً من مشكلة الفصائل دون أن تكترث لعناصر هذه الفصائل وما سيجري لهم وبعوائلهم، خصوصاً مع الحقد والكره الذي تحمله قوات الحكومة السورية وأفرعها الأمنية حيال هؤلاء والذين تراهم السبب فيما آلت إليه أوضاعهم.
والمعروف عن تركيا أنها مستعدة للتخلي عن الأدوات التي تستخدمها، فهي تقدم الدعم لأذرعها في البلدان العربية ولكن عندما تنتهي حاجتها بهم تبيعهم من أجل تحسين أوضاعها، وتخليها عن إخوان مصر وحركة حماس مقابل التطبيع مع مصر وإسرائيل خير شاهد على الخطوات التي تقدم عليها تركيا.
مشاركة المقال عبر