تواصل هيـ*ـئة تحر*ير الشـ*ـام انتشارها في عفرين عبر السيـ*ـطرة على جميع الأمور فيها، وكان آخرها تمركزها في نقاط فصـ*ـيل السلطان مراد المقرب من الاستخبارات التركية داخل المدينة، في وقت يزداد فيه الخلاف بين الهيـ*ـئة والسلطان مراد على معبر الحمران مع مناطق منبج.
ومنذ أيار العام الماضي، بدأت هيئة تحرير الشام وبدعم تركي، التمدد في منطقة عفرين بريف حلب، عبر التمركز أولاً على تخوم المنطقة وإرسال عناصرها لاحقاً إلى داخل المدينة ونواحيها للترويج للهيئة بين المستوطنين، ومن ثم بدأت في شهر تشرين الثاني بدخول عفرين لاستكمال المخطط التركي من أجل فرض سيطرة الهيئة على طول خطوط الجبهات مع قوات الحكومة السورية في ريف حلب وقوات سوريا الديمقراطية في منبج وكوباني.
ومع نهاية شهر تشرين الأول كانت الهيئة قد سيطرت على كامل مدينة عفرين وعدد من نواحيها مثل جنديرس، بعد طرد عناصر الفيلق الثالث ضمن الجيش الوطني السوري التابع للائتلاف السوري منها.
وحاولت الهيئة الوصول إلى مدينة إعزاز أيضاً ولكن تحركاتها قوبلت برفض الأهالي، فأرادت تركيا التوقف جزئياً عن فرض سيطرة هيئة تحرير الشام على كامل المنطقة خشية أن تخرج الأمور عن سيطرتها، لذا لجأت تركيا إلى مخطط بديل وهو تحريك حركة أحرار الشام الإسلامية المنضوية تحت جناح هيئة تحرير الشام في المنطقة.
والآن تواصل هيئة تحرير الشام فرض سيطرتها الكلية على عفرين عبر التمركز في نقاط فصيل السلطان مراد داخل مدينة عفرين، بعد أن بدأ عناصر الهيئة بالتحرك تحت مسمى العمشات (سليمان شاه) المقرب من الاستخبارات التركية وذلك للتغطية على تواجد الهيئة في عفرين وما قد ينتج عنها من إحراج لتركيا أمام روسيا وأمريكا والتحالف الدولي وما قد يجعل المدينة هدفاً مستمراً لطائرات التحالف الدولي لاصطياد قادة الهيئة المصنفين على لائحة الإرهاب الدولي.
وفي هذا السياق، حاصرت مجموعات هيئة تحرير الشام ليل الاثنين، مقراً يتبع للجنة “رد الحقوق والمظالم” التابعة لفرقة “السلطان مراد”، العمود الفقري “للفيلق الثاني” بالجيش الوطني في مدينة عفرين.
يبدو أن هدف تحرير الشام لم يكن السيطرة على المقر، بل توجيه رسالة تهديد إلى فصيل “السلطان مراد” الذي يريد السيطرة على معبر الحمران مع مدينة منبج. حيث يخضع المعبر لسيطرة حركة أحرار الشام الإسلامية التي تعمل تحت جناح هيئة تحرير الشام.
والمعروف أن فصيل السلطان مراد شكله فهيم عيسى التركماني الأصل، والذي يقود حالياً الفيلق الثاني في الجيش الوطني. حيث تريد تركيا أن يسيطر التركمان على جميع الفصائل من أجل ضمان بقاء ولاءها لها خصوصاً مع الحديث عن تقاربها مع حكومة دمشق.
وما الهدف التركي من تسليم معبر الحمران لهذا الفصيل إلا محاولة لتجفيف منابع التمويل لدى هيئة تحرير الشام وأحرار الشام من أجل إجبارهم للبقاء تحت ظلها وعدم التفكير بالخروج منه فيما لو طبعت أنقرة العلاقات مع دمشق وقررت تسليمهم للحكومة السورية.
هذا وتعمل تركيا وقف مبدأ “فرق تسد” في تعاملها مع الفصائل التابعة لها وكذلك هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، حيث تقسم الفصيل الواحد داخلياً إلى عدة أجنحة وتحرض جناحا ًعلى آخر من أجل ضمان أن يبقى الجميع ملتزمين بأوامرها والتحرك وفق المخططات التي تضعها لهم.