في الـ 16 من كانون الثاني الجاري، شهد حي المشلب في مدينة الرقة جريمة قتل أقدم عليها 4 لصوص، قتلوا فيها طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات ووالدتها نورا الأحمد الحامل بجنين. وبعد يومين أي في الـ 18 من كانون الثاني، أعلنت قوى الأمن الداخلي في الرقة أنها ألقت القبض على المجرمين بعد 24 ساعة من ارتكابهم الجريمة.
وأشارت أن المجرمين اعترفوا في التحقيق الأولى على ارتكابهم الجريمة، وقالت إن التحقيق معهم مستمر، وسيتم كشفه للرأي العام فور انتهاءه، ليتم تقديم المجرمين للعدالة ومحاكمتهم وفق القوانين المعمول بها في مناطق الإدارة الذاتية.
وفي الـ 22 من كانون الثاني الجاري، وبناء على طلب زوج المغدورة، خرجت مظاهرة سلمية من حي المشلب باتجاه دوار النعيم، ولكن بضعة أشخاص توجهوا نحو مبنى المحكمة وهجموا عليه وأحرقوا عدداً من مكاتبه وتسببوا بفرار نحو 30 موقوفاً كانوا متواجدين في المحكمة ينتظرون جلسات الحكم بحقهم. ولم يكتفي المهاجمون بذلك فقط، بل استخدموا قنابل يدوية في الهجوم على قوى الأمن الداخلي ما أدى لإصابة 5 منهم.
الملفت للانتباه أن هؤلاء المشاركين حاولوا منذ بداية المظاهرة تحريفها نحو التصادم مع قوى الأمن الداخلي، وباعترافات شيوخ العشائر الذين شاركوا فيها، كانت المظاهرة سلمية لحظة انطلاقها حتى وصولها إلى دوار النعيم.
ولما سارت المظاهرة عكس ما كان يريده هؤلاء، حاولوا خلق التوتر عبر التهجم على محلات المدنيين وتكسيرها والعبث بمحتوياتها، وذلك لتأزيم الوضع في المدينة حتى يحدث تصادم كبير يخلق الفوضى في المدينة يسمح لهم باستغلالها لمصالحهم.
ومن أجل زيادة الاحتقان الشعبي، أراد المهاجمون عبر القنابل التي استخدموها قتل أعضاء في قوى الأمن والمواطنين على حد سواء من أجل وضع المدينة على صفيح ساخن.
وما يشير أن ما جرى كان مخططاً له من قبل بعض الأطراف المستفيدة من توتير الأوضاع في المنطقة، هو استخدام القنابل، فكيف لمشارك في مظاهرة سلمية أن يحمل القنابل وكأنه متوجه إلى جبهة عسكرية!
إن أكثر الأطراف استفادة من خلق التوتر في المنطقة هما الحكومة السورية وتركيا والفصائل الموالية لها. إذ سبق حاول الطرفان تحريض الأهالي ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في العديد من المناطق منها مدينة الرقة ودير الزور والطبقة.
دائماً ما تحاول الحكومة السورية عبر عملائها البعثيين الترويج للحكومة وخلق الفتن وإنشاء مجموعات مسلحة تحت مسميات مختلفة وتقديم السلاح لهم من أجل شن الهجمات، إذ يعقد ضباط الحكومة باستمرار اجتماعات مع بعض العشائر العربية في الرقة والحسكة ودير الزور وخلال تلك الاجتماعات يتم التحريض دوماً ضد الإدارة الذاتية.
وكذلك تعمل تركيا والفصائل الموالية لها عبر بعض الأطراف المرتبطة بها وعبر دفع المال لهم، على إنشاء مجموعات مسلحة غايتها الأساسية خلق الفوضى في مناطق الإدارة الذاتية، لأنها بذلك تريد تشويه صورة الإدارة الذاتية وتأليب الشعب ضدها، في ظل الرفض الشعبي لأي هجوم تركي جديد على المنطقة واتحادهم معاً في التصدي لها.
ما جرى في الرقة من محاولة لخلق الفوضى والفتنة سبقه محاولات كثيرة من قبل تلك الأطراف في منبج ودير الزور والحسكة، ولكن شعوب المنطقة وخصوصاً شيوخ العشائر العربية مدركون تماماً من يقف خلف هذه المؤامرات ولذلك يقفون دوماً سداً منيعاً أمامها ويمنعون انزلاق الأمور إلى التصادم بين شعوب المنطقة، لانهم يدركون بأن الحكومة السورية تريد إعادة سطوة الأفرع الأمنية وكذلك تريد تركيا تسليط سيف الفصائل على رقاب الشعب.