تزامنًا مع استمرار أزمة المحروقات في مناطق سيطرة الحكومة السورية التي أثرت على مختلف القطاعات بما فيها الحكومية، وصلت ناقلتين من النفط الإيراني أحداهما بحمل 2000 طن من الغاز المنزلي، والأخرى بحمل 8000 طن من المازوت، إلى ميناء بانياس في طريقها الى “مصفاة بانياس” تمهيداً لتكريره.
ووفقًا للمصادر سوف يتم تفريغ الحمولة خلال 3 أيام، فيما لا تزال هناك المزيد من ناقلات النفط الإيراني تنتظر في قناة السويس.
يذكر بأن أزمة المحروقات والغاز المنزلي مستمرة في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بينما تتوفر المواد في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وفي الـ 10 يناير / كانون الثاني الجاري، وصلت ناقلة نفط إيرانية إلى سوريا قدرت بـ مليون برميل من النفط الخام الإيراني، كما وصلت ناقلتي غاز متتاليتين لميناء بانياس تصل حمولتها نحو 5 آلاف طن من الغاز المنزلي، حيث أفرغت حمولتها في ميناء بانياس، تمهيدا لتكريره في مصفاة بانياس.
وتستهلك سوريا حوالي 100 ألف برميل من النفط يوميا بحسب وكالة ريا نوفوستي الروسية، في حين أن حقول النفط الخاضعة لسيطرتها تنتج نحو 80 ألف برميل يومياً بحسب خبراء روس ولكن هذه الآبار تخضع لسيطرة القوات الروسية والإيرانية.
والأحد الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إيران تنوي الحد من تزويد الحكومة السورية بالنفط مخفض السعر.
وأشارت الصحيفة أن طهران طلبت من دمشق دفع ثمن النفط مقدماً، رافضة طلبات جديدة للإمدادات عن طريق الائتمان.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين أخبروا نظراءهم في الحكومة السورية مؤخراً أنه سيتعين عليهم بعد ذلك دفع المزيد مقابل إمدادات النفط الإضافية وسط بداية ذروة الطلب في فصل الشتاء، وأبلغوهم بمضاعفة السعر وصولاً لسعر السوق لأكثر من 70 دولارا للبرميل.
ونقلت الصحيفة عن حميد حسيني، ممثل اتحاد مصدري النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية في طهران، قوله إن إيران نفسها الآن “تحت الضغط” وأنه “لا يوجد سبب لبيعها لسوريا بأسعار منخفضة”.
وفي كانون الأول عام 2022، أعلنت الحكومة السورية مؤقتاً تقليص أسبوع العمل لأربعة أيام في مؤسسات الحكومة وسط نقص حاد في الوقود بسبب العقوبات وانخفاض العملة السورية.
في سياق متصل، نفت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية نقلاً عن مصادر، يوم أمس الاثنين صحّة رفع أسعار صادرات النفط الإيرانية إلى سوريا.
ونقلت “الوطن” عن المصادر ذاتها إلى أن هناك حرب إعلامية قائمة تستهدف إحداث شرخ في علاقات البلدين، وكان آخرها تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» حيث نفى مصدر إيراني رسمي لـ«الوطن»، بشدة الأنباء التي تناقلت عن ارتفاع أسعار صادرات النفط الإيرانية إلى سوريا.
وتابع المصدر: إن «موضوع المعروض النفطي منسق بين القيادات العليا للبلدين، وأي معلومة تنشر خارج قيادة البلدين خاطئة وغير صحيحة»، وشددت على أن بَث مثل هذه الأخبار الملفقة هو للتشويش الإعلامي على الزيارة الناجحة التي قام بها الوزير عبد اللهيان لدمشق.