تسلم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أوراق اعتماد السفير التركي شاكر أوزكان تورونلار، و”ذلك لأول مرة منذ عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين”، بحسب ما نشره حساب “إسرائيل بالعربية” على تويتر، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الأربعاء.
ونقل الحساب عن هرتسوغ قوله: “ليس سرا أن إسرائيل تولي أهمية كبيرة لعلاقتنا التاريخية مع تركيا”، وأضاف أن الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان أكد له وبالعلن إدراكه العميق لأهمية الشراكة بين البلدين”.
ليس خافيًا على أحد العلاقة البراغماتية مع إسرائيل التي أسقطت عن أردوغان هالة الزعامة التي ركض وراءها لسنوات تحت غطاء الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وهي في حقيقتها «المتاجرة بالقضية الفلسطينية».
أردوغان الذي لم يتوقّف يومًا عن حروبه الكلامية ومسرحياته الهزلية، بهدف اللعب بمشاعر العرب والمسلمين، كلما كانت هناك مناسبة عن القضية الفلسطينية، وبالتأكيد هذه ليست اتهامات، فالحقائق والمعطيات والأرقام تكذب حقيقة أقواله.
سعى أردوغان منذ أن كان رئيسًا للوزراء ولاحقًا رئيسًا للبلاد الاستمرار بسياسته الازدواجية واستغلال القضية الفلسطينية لتنصيب نفسه زعيمًا على العالم الإسلامي ليوجّه سهام الانتقادات والخيانة ضد بعض الدول العربية.
أرودغان الحاصل على جائزة الشجاعة اليهودية، هو نفسه أردوغان الذي زار القدس عام 2005، والتقى بشارون واكتفى بإبتسامه عندما قال الأخير له مرحبا بك في القدس عاصمتنا الأبدية، وهو نفسه الذي فتح برلمان بلاده عام 2007 أمام شيمون بيريز ليكون أول رئيس إسرائيلي يلقي خطابا في برلمان دولة مسلمة الهوية.
كما أن العلاقات الإقتصادية والتجارية والعسكرية الجيدة بين تركيا وإسرائيل يكشف جليًا كذب خطابات أردوغان، إذ تقول الاحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 5 فاصلة 8 مليار دولار.
استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله للحكم في العام 2002 أن يدخل إلى بوابة الدول العربية ويجعل موطأ قدم له هناك بكل يُسر وسهولة، وذلك لعدة عوامل وأسباب، منها مساعدة الإعلام العربي له بما يخدم مصالح أردوغان نتيجة التقاء المصالح بينه وبين الدول العربية آنذاك، ولربما لم تدرك حينها هذه الدول أن سياسات أردوغان لا تقتصر على التعاون الاقتصادي في بعض المجالات، حتى ولو أنها كانت تعلم أن تركيا كانت تقوم بتشويه صورة العرب، ولكنها ربما لم تدرك أن سياسات أردوغان هي أعمق من ذلك ، وأنها تريد إعادة رسم الخارطة من جديد واحتلال هذه البلدان التي تراها بأنها جزء من امبراطوريتها العثمانية المزعومة والمتلاشية سابقاً.
أما العامل الثاني هو الدعم الإسرائيلي لأردوغان في تقلّده حينها منصب رئيس الوزراء التركي واعتماده نهجاً جديداً في الوصول إلى العمق العربي تحت مسمى الإسلام المعتدل، وذلك من بوابة إعلانه مواقف تمثيلية تم تلقينه مسبقاً كالتي حصلت في مؤتمر دافوس الاقتصادي في كانون الثاني / 2009 وقيام أردوغان بترك المؤتمر أثناء تواجد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وقتها، في حين بقي الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها عمرو موسى ما جعل موقف أردوغان أمام الشعوب العربية موقفاً بطولياً كبيراً رفض حديث شمعون بيريز حول تبريره لقصف غزة، في حين أن ممثل الدول العربية طأطأ رأسه لإسرائيل وقالوا أنه لم يصل لقوة أردوغان باتخاذ موقف بطولي كهذه!