في ظل محاولات أنقرة للتقارب، وزيارات دولية ليست معتادة منها ما هو مرتقب كزيارة إبراهيم رئيسي وأخرى فعليّة كزيارة عبدالله بن زايد آل نهيان يوم الأربعاء الفائت لدمشق لمناقشة العلاقات بين البلدين .
يدفع ضحية هذه الأوقات بل السنوات التي مرت دون إيجاد أي حل يلوح بالأفق للأزمة السورية، أبناء الشعب ذاته ولا أحد سواه ما بين حصار مطبق على الأحياء، وتسوية ادّعتها الحكومة السورية سابقاً وبدأتها في مدينة درعا مع المعارضة المسلحة بات هي الأخرى بالفشل .
إلى الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة حلب حيث ومنذ ستة أشهر جددت الحكومة السوريّة من حصارها الخانق على الحيين بالإضافة لمناطق الشهباء من خلال الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد .
تتنشر للفرقة الرابعة حواجز على المداخل الرئيسية المعرضة للحصار آنفة الذكر، وتمارس كل ما من شأنه تضييق الخناق على الأهالي ذات الغالبية الكوردية من منع دخول المحروقات والمواد الغذائية الأساسية والمساعدات الطبية .
زادت الكثافة السكانية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومناطق الشهباء في عام 2018 عندما سيطرت تركيا على عفرين ودفعت العمليات العسكرية هناك الأهالي للنزوح إلى المناطق والمجاورة حيث كان للحيين ومناطق الشهباء النصيب الأكبر من الأهالي النازحين، وبلغ عدد السكان لما يقارب نصف مليون نسمة بينهم كبار سن، أصحاب أمراض مزمنة، أطفال ورضع يعانون هذه اللحظات أبشع صور الحرمان من حقوقهم الأساسية في ظل الطقس البارد وأعراضه خاصة على المسنين والأطفال بلا حولٍ ولا قوّة .
وفي الأيام القليلة الماضية شهد حي الشيخ مقصود وحده لوفاة طفلين أحدهما يبلغ من العمر أربعة أعوام نتيجة الارتفاع الشديد للحرارة ما سبب اختلاج أدى لتوقف عضلة القلب، والأخر رضيع عمره 17 يوماً البرد الشديد وعوارضه أثرا سلباً على مناعته الضعيفة وحالته الصحية .
في السياق، يرى مراقبون ومعنيون بالشأنين السوري والتركي، أن ما تعانيه مناطق الشهباء وحيّا الشيخ مقصود والأشرفية، لتركيا دور أساسي فيها لا يقل عن دور الحكومة السوريّة فهي الأخرى تمنع المنظمات الإغاثية والعاملة باسم الإنسانية من الدخول للمنطقة وتخليص الأهالي من الحصار الذي بدأ ينهش بأرواح أطفالهم، فقد بات من المعتاد أيّنما وجدت تركيا فلا بد من انتهاك وعداوّة دموية بحق الكورد على وجه الخصوص مثلما فعلت في عفرين ورأس العين وغيرها من المناطق ذات الغالبية الكوردية .
ويتخوف المراقبون للشأن من استمرار الحصار لفترة زمنية أطول، مناشدين المنظمات الإنسانية للتدخل وتحييد الأهالي عن الأهداف السياسية للدول المتدخلة، حيث سيحصد ذلك أرواح الآلاف من المدنيين داخل المنطقة المحاصرة .