الاستهتار بأرواح المدنيين بات متعارفاً ومتأقلماً عليه في سوريا منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات الأولى في عام 2011 .
ومن بين أبرز مشاهد انتهاك حقوق المواطنين السوريين هو حصار الحكومة السورية لمناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب
حيث يطبق حصار خانق على المناطق الأنفة الذكر منذ ستة أشهر وحتى اليوم وذلك من خلال الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد .
حيث تنتشر حواجز الفرقة على المداخل الرئيسية للأحياء وتمنع دخول المحروقات والمواد الأساسية التي من شأنها مساعدة المواطنين ببقائهم على قيد الحياة .
ولا بد أن انقطاع المحروقات انهك المواطنين المحاصرين خاصة بإقبال شتاء قاس وما يعانيه الأهالي من نزلات مرضية ، ورؤيتهم لأطفالهم وقد اصتكت أسنانهم بردا دون قدرتهم على تغيير الحال .
ويوم الواحد والعشرين من شهرِ كانون الأول الفائت أودى هذا الحصار بحياة الطفل “وسام سيدو” البالغ من العمر أربعة أعوام نتيجة البرد القارس، وأكد تقرير طبي على أن سبب الوفاة هو معاناة الطفل من ارتفاع شديد بدرجة الحرارة أدى لاختلاج ومن ثُم توقف القلب، والطفل “وسام” من أهالي عفرين المهجرين بعد سيطرة تركيا عليها عام 2018، حيث توجهت عائلة “وسام” آنذاك لحي الشيخ مقصود أملاً بحياة آمنة تحمي أطفالهم وخاب الظن لما يعانيه الحي ومناطق الشهباء من حصار خانق .
من جانبهم ورداً على ما يمارس بحق حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومناطق الشهباء، يطالب أهالي شمال وشرق سوريا عموما بتطبيق حصار مماثل على المربعات الأمنية في كل من مدينتي القامشلي والحسكة، وألا يُفك إلا بالمثل .