بهدف زيادة الأرباح التي يحصلون عليها، لجأ أصحاب بعض المولدات في مناطق شمال وشرق سوريا وخصوصاً في مدينة الحسكة، برفع سعر اشتراك الامبير الواحد بمقدار ألفي ليرة سورية، دون أن يكون هناك أي قرار رسمي من قبل البلديات ولجان المحروقات التي توفر المازوت بسعر مدعوم يبلغ 90 ليرة للتر الواحد لأصحاب المولدات.
في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعيشه عموم المناطق السورية ومن بينها مناطق شمال وشرق سوريا، ورغم تقديم الإدارة الذاتية لمادة المازوت لأصحاب مولدات الكهرباء بأسعار مدعومة تبلغ 90 ليرة للتر الواحد، من أجل الإبقاء على سعر اشتراك الأمبيرات ثابتاً وتوفير الكهرباء للمواطنين، إلا أن أصحاب بعض المولدات في مدينة الحسكة وناحية معبدة/كركي لكي وبعض المدن الأخرى لا يتقيدون بالسعر ويرفعون أسعار الأمبيرات بحجة أن سعر قطع الغيار مرتفعة.
وفي هذا السياق، قام أصحاب بعض المولدات برفع اشتراك الأمبير الواحد بمقدار ألفي ليرة سورية، ليصل سعر الأمبير الواحد إلى 9 آلاف لكل 8 ساعات من تأمين الكهرباء في كل يوم دون أن يكون هناك قرار رسمي من قبل اللجنة المشرفة على المولدات في البلدية ولجنة المحروقات، برفع السعر.
وفي مدينة الحسكة، رفع أصحاب بعض المولدات ذات الاشتراك الصباحي والمسائي أيضاً سعر الأمبير ليصل إلى 15 ألف ليرة للأمبير الواحد لقاء 13 ساعة كحد أقصى في اليوم، علماً أنهم لا يوفرون الكهرباء للمشتركين سوى لمدة 10 أو 11 ساعة.
ويقول حارس إحدى المولدات في حي المفتي بمدينة الحسكة، لفوكس بريس إن صاحب المولدة التي يعمل لديه، يحصل على المازوت من لجنة المحروقات وفق ما ورد في رخصة مولدته المخصصة للعمل لـ 13 ساعة ولكنه عملياً لا يشغل المولدة سوى 10 أو 11 ساعة في اليوم.
مشيراً أن نظام عمل المولدة يبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً ومن الساعة الخامسة عصراً وحتى الثانية عشر عند منتصف الليل، أي 13 ساعة في اليوم، ولكن صاحب المولدة يعمل على تشغيلها في الساعة 11 ظهراً وحتى الثالثة ومن الخامسة وحتى الثانية عشر، لافتاً إلى أنه في أغلب الأيام يكون هناك ساعة كهرباء نظامية وبذلك تعمل المولدة لمدة 10 ساعات في اليوم دون أن يكون هناك تعويض للمواطنين.
وأشار العامل أن صاحب المولدة يستفيد من المازوت الزائد عبر بيعه في السوق السوداء، فهو يحصل على اللتر الواحد بسعر 90 ليرة ولكنه يبيعه بسعر 1200 ليرة للتر الواحد، وأضاف: “المولدة التي أعمل فيها، تستهلك في الساعة 50 لتر مازوت”.
ووفقاً لذلك فأن توفير 3 ساعات عمل للمولدة يوفر لصاحب المولدة 150 لتر من المازوت، وإذا كان سعر هذه الكمية السعر المدعوم يبلغ 13500 ليرة، فأنه يبيعها في السوق السوداء بسعر 180 ألف ليرة، أي أن صاحب المولدة يربح يوميا ًمن وراء بيع المازوت الفائض نحو 166 ألف ليرة سورية، أي بحدود 5 مليون ليرة شهرياً هذا عدا عن الربح الذي يحصل عليه من بيع الأمبيرات.
ورغم أن هذه العملية يعرفها الجميع، إلا أن لجان المولدات في البلديات وكذلك لجنة المحروقات لا تتحرك ساكناً ولا تضع حداً لجشع أصحاب المولدات، إذ يهدد أصحاب المولدات دوماً بإزالة المولدات في حال لم يتم تركهم وشأنهم، وهذا ما يجعل البلديات غير قادرة على الحراك واتخاذ قرارات صارمة توقف أصحاب المولدات عند حدودهم.