تركز وسائل الإعلام المختصة في الشأن السوري، وكذلك السياسيون والمراقبون للشأن على محاولات تقارب أنقرة من دمشق لأسباب وغايات باتت واضحة كوضوح الشمس.
وما آثار من تصاعد ردود الفعل وتضارب التوقعات هو الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع كل من سوريا وتركيا وروسيا في موسكو الأربعاء الماضي.
ومن أكبر ضحايا محاولات التطبيع هذه هي ورقة اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية والمعارضة بشكليها “الائتلاف” والفصائل المسلحة التي هدرت دمائها لتحقيق مبتغى ومساعي تركيا، حيث ومن المتوقع أن تسلم تركيا كامل ملفات وسجلات الفصائل السورية التي جندتها لصالحها للحكومة السورية.
مشاهد التظاهرات والاحتجاجات تعود للساحة السورية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في كل من عفرين، الباب، إعزاز، إدلب، والأتارب بعد أن ضاق الخناق على الشعب هناك وتكالبت عليهم مصالح تركيا، فلم يبقى حتى إلا قشة يتعلق بها الغريق أملاً بالنجاة ألا وهي “مسد” بحسب المعارض السوري محي الدين اللاذقاني .
اللاذقاني، بدأ مقاله بالشعار الذي عقده مجلس سوريا الديمقراطية الرافض لأي اجتماعات تضر بأي مواطن سوري وأضاف “محي الدين” متسائلا .
“معا لإسقاط الحلف الأردوغاني – الأسدي …لماذا نخجل من التعصب لمصالحنا، ويخرج من صفوفنا من يبرر لتركيا كل ما تفعله بحجة انها تدافع عن مصالحها، ولكن ماذا عن مصالحنا نحن .؟ ”
وأكد اللاذقاني أن الإدارة الذاتية وحدها من حافظت على مطالب الثورة الأساسية التي اندلعت على أساسها الشرارة الأولى للاحتجاجات. وتابع قائلاً:
“واذا كان أردوغان لا يحب الأكراد عموما ، ويخاف منهم على أمنه القومي كما يقول ، فهذه ليست قضيتنا لأن أغلبية أكراد سوريا مع السقف الوطني السوري ، وهاهم اليوم يمدون أيديهم علنا وفي بيان مكتوب للحوار مع جميع مكونات الشعب السوري على الثوابت التي قامت من أجلها ثورة الحرية والكرامة في سوريا “.
حيث جاء في بيان مجلس سوريا الديمقراطي ردا على اجتماع الثلاثي ” دمشق، أنقرة، وموسكو” ما يلي:
” نعلن ان يدنا ممدودة و عقولنا منفتحة وأراضينا مرحبة بكل سوري حر يرى أن مستقبل سوريا وحرية شعبها تحوز الأولوية القصوى على كل ما عداها وأن لا مصلحة ولا حق فوق مصلحة ، وحق الشعب السوري، وندعو لمواجهة هذا التحالف واسقاطه، والى توحيد قوى الثورة والمعارضة بوجه الاستبداد وبائعي الدم السوري على مذبح مصالحهم.”
وعلق اللاذقاني على نص البيان:
“بهذه الروح التي يبديها البيان تمد يدها لحوار وطني شامل وتلتقي مع أخوة لها في الوطن في حوار علني مفتوح يمكن ان يفضي الى توحيد شرق الفرات مع غربه ”
وتأمل اللاذقاني بأن تكون التظاهرات التي عمت المناطق التي تسيطر عليها تركيا داخل الأراضي السورية رفضا للتقارب ومحاولات اللعب على حساب السوريين بداية لإدراك أنهم مجرد ورقة “جوكر” أحسنت استخدامها تركيا لا أكثر.
“ليدافع الاتراك عن مصالحهم ، فنحن نقر لهم بذلك ونشجعهم عليه لكن عليهم أن يدركوا في الوقت نفسه أننا لا يمكن ان نساوم على مصالح شعبنا ” .
المعارضة وفي كل مرة يُثبت لها أنها مجرد أداة لتحقيق مصالح مستخدمها، ابتداءً من فتح الحدود التركية أمام اللاجئين وقبض المليارات من دول الغرب على حسابهم وتشكيل الائتلاف والفصائل المسلحة والآن طردهم لخارج السرب حيث وعلى ما يبدو انتهت مدة صلاحية المنتج .