إن من يعلن أنه مستعد لنقل السيطرة في المناطق التي يتواجد فيها للحكومة السورية فهو مستعد بكل تأكيد للتخلي عن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري على حد سواء.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في كلمة خلال “اجتماع تقييم نهاية العام”، إن تركيا “تؤكد مراراً عزمها نقل السيطرة في مناطق تواجدها حالياً، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد”.
حديث أوغلو رسالة مباشرة للمعارضة الموالية لتركيا بشقيها السياسي (الائتلاف السوري) والعسكري (فصائل الجيش الوطني) بأن تركيا مستعدة للتخلي عنها في حال تحققت مصالحها في سوريا والمتمثلة بالقضاء على الشعب الكوردي ومنعه من الوصول لحقوقه المشروعة.
وفيما يخص اللاجئين السوريين ضمن الأراضي التركية، أشار أوغلو أن الحكومة السورية ترغب بعودتهم إلى بلادهم، في حين تقول المعطيات على أرض الواقع أن الحكومة السورية والمجموعات الإيرانية ترفض عودة السوريين بعد عمليات التهجير الممنهجة وتشكيل مناطق متجانسة موالية لها تماماً.
هذا وكان المحلل السياسي التركي المقرب من حزب العدالة والتنمية التركي بكير أتاجان، قد تحدث على وسائل الإعلام العربية مؤخراً وقال إن وزير الخارجية التركي التقى بشار الأسد في اللاذقية.
ولكن وزير الخارجية التركي كذّب أتاجان وقال: “لم يتم لقاء مع الأسد لا على مستوى الوزير، ولا على أي مستوى سياسي آخر”.
وبعد اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع تركيا وروسيا والحكومة السورية ورئيس استخبارات هذه الأطراف، قال أوغلو إن “المرحلة التالية في خارطة الطريق، هي عقد اجتماع على صعيد وزيري خارجية البلدين”، وأشار إلى أن توقيت ذلك لم يحدد بعد.
هذا وكانت مصادر تركية تحدثت عن عقد اللقاء بين وزراء الخارجية في النصف الأول من العام القادم، وعقد لقاء بين أردوغان وبشار الأسد في النصف الثاني من العام المقبل.
وتستعجل السلطة التركية المصالحة مع الحكومة السورية لتحقيق هدفين أساسيين الأول هو القضاء على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حتى يستطيع أردوغان الترويج لنفسه بالانتخابات المقبلة عبر التباهي بالقضاء على الشعب الكوردي والثاني هو التخلص من اللاجئين السوريين الذين يزداد الغضب الشعبي في تركيا من تواجدهم.