إن الإعلان الرسمي لنوايا #تركيا بتطبـ*ـيع العلاقـا*ت “التي لم تنقـ*ـطع أساساً” مع #دمشق من خلال وزير الخارجية مولود أوغلو في الحادي عشر من آب العام الجاري قلبت الطاولة على قـ*ـوى المعارضـ*ـة والائتلاف الوطني السوري بالإضافة للاجئين السوريين المقيمين على أراضي تركيا والذين بلغ تعدادهم أكثر من 3.6 مليون نسمة.
ظهرت بوادر التقارب بعد زيارة أردوغان إلى سوتشي من خلال تصريحه بأن فلاديمير بوتين حثّه على التفـا*وض مع بشار الأسد بدل القيام بعملـ*ـية عسكـ*ـرية في شمال سوريا، تلى ذلك العديد من الاجتماعات التي جمعت بين كل من هاكان فيدان مسؤول جهاز الاستخـ*ـبارات التركي ونظيره من جانب الحكومة السورية علي مملوك، حيث أوضح الطرفان أن العلاقـا*ت الاستخـ*ـباراتية بين كل منهما لم تنقـ*ـطع.
وتناقلت تقارير إعلامية شروطا متبادلة بين الطرفين، ومن بين شروط أنقرة على دمشق: التسوية السيـ*ـاسية مع المعـ*ـارضة، وتهيئة الأرضية لعودة اللاجئين .
اللاجئين الذين فتحت تركيا حدودها أمامهم متلبسة قناع الدفاع عن حقوقهم ضـ*ـد نظـا*مـهم الحاكم في بداية اندلاع الأزمة عام 2011.
وليس هذا فحسب فقد بات مصير “الائتلاف الوطني لقـ*ـوى الثـ*ـورة والمعـا*رضـة السورية” ومختلف التيارات والهيئات المعـا*رضـة للحكومة السورية التي تتخذ من الأراضي التركية مـ*ـقرّاً لها، على المحك، خاصة بعد تعليق عمل “الائتلاف” وفرض ضغـ*ـوط عليه لإرضاء جانب الحكومة السورية.
كما وتسعى تركيا شيئا فشيئا إلى لتخفيف أنشطة المعـا*رضـة السورية السيـ*ـاسية والإعلامية ومواردهم المالية التي تأتيهم من الخارج.
ووفق “المرصد السوري”، قامت الحكومة التركية بالفعل بتخفيض رواتب أعضاء الهيئة السيـ*ـاسية في الائتلاف إلى مبلغ 2500 دولارٍ أميركي رغم أنها مجرّد وسيط لإيصال تلك الأموال إليه.
وتناقلت مصادر إعلامية أن أعضاء من الائتلاف يسعون بالتزامن مع محاولات تطبـ*ـيع علاقـ*ـات أنقرة مع دمشق للحصول على تأشيرات أوروبية للخروج من تركيا خشية تسليـ*ـمهم للحكومة السورية إذا ما نجحت محاولات التطبـ*ـيع هذه.
إن التقـ*ـارب مع دمشق لصالح أطراف عدة وعلى رأسها تركيا التي استخدمت ورقة السوريين سابقا في الانتخابات التركية عام 2011 عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء ومن خلال تأييده للمعـ*ـارضة السورية استطاع أن يحصد العديد من الأصوات لإنجاح حزبه “العدالة والتنمية” في الانتخابات، وتسعى موسكو لسحب مواردها العسكـ*ـرية تدريجيا من الأراضي السورية لتركز في حـ*ـربها على أوكرانيا، أما حكومة دمشق فتسعى للعودة بعد كل الدمـ*ـاء التي أُرقيت إلى ما قبل 2011 والسيـ*ـطرة مجددا على مناطق شمال وشرق سوريا بعدما حـ*ـاربت وأنقذت المنطقة قوات سوريا الديمقراطية من عناصر تنظـ*ـيم الدولة الإسـلا*مـية.