بعد أن احتوتهم بالملايين وادّعت الدفاع عن حقوقهم، استغلتهم فيما بعد بوجهين، فقد جندتهم كفصائل موالية لها لتحقيق غاياتها العسكرية والجغرافية، واستخدمت وتستخدم الباقي منهم كورقة ضغط لتحقيق غاياتها السياسية والاقتصادية.
لم تتوقف تركيا عن تهديد أوروبا بفتح حدودها أمام اللاجئين للعبور لأراضيهم، ليكون الرد على أنقرة بدفع مبالغ طائلة وصلت لمليارات الدولارات كمساعدات للاجئين مقابل عدم السماح لهم بالعبور من تركيا لأوروبا، إلا أنه ووفق تقارير دولية فلم يحصل اللاجئين السوريين إلا على جزء يسير جداً من هذه المساعدات.
تركيا بدورها استخدمت هذه الأموال لتجنيد الأشخاص على شكل فصائل موالية لها تُقاتل في دول جوار عدة وفقاً لامتداد الغايات والأهداف الجيوسياسية، كما وأقامت العديد من المستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها ضمن الأراضي السورية وعلى وجه الخصوص مدينة عفرين.
ليخرج الرئيس التركي بتصريح صحفي في الثالث من شهر آيار العام الجاري ويعلن عن إعادة توطين أكثر من مليون لاجئ سوري في تلك المستوطنات، واصفاً إياها بالـ ” العودة الطوعية ” على حدِ تعبيره.
ومنذ ذلك الحين يعاني السوريين الأمرين نتيجة عمل السلطات التركية على اعتقال اللاجئين وحجزهم وإجبارهم على العودة إلى داخل الأراضي السورية التي تُسيطر عليها تركيا.
وتحدث سوريون عن عمليات ترحيل بالجملة تحدث في العاصمة التركيّة “أنقرة” شملت عائلاتٍ بأكملها وبشكل شبه دوريّ. آخرها شملت أكثر من 40 عائلة سورية.
وقال أحد السوريين المرحّلين مؤخرا إن”السلطات التركية أوقفت مجموعة من العائلات السورية الأسبوع الماضي في منطقة (قازان) بأنقرة، وكانت عائلته من ضمن الموقوفين حيث تم اقتيادهم لمركز الترحيل (أوزلي) في غازي عنتاب، وبعد أقل من 48 ساعة تم نقلهم إلى معبر جرابلس الحدودي ومن ثُم إلى مناطق ريف حلب الشمالي، وذلك بعد توقيعهم إلزامياً على أوراق العودة الطوعية”، بحسب قوله.
وأضاف: “معظم العائلات المرحّلة يحمل أفرادها بطاقات حماية مؤقتة، وبعض أرباب العمل لديهم اذن عمل وأوراق قانونية لأعمالهم الخاصة بهم كالمحال والورش، وجزء كبير من المرحّلين قالوا إن ممتلكاتهم الشخصية المنقولة بقيت دون أي إجراء تنظيمي في أنقرة بعد قرار ترحيلهم” .