بعد أن رفض بشار الأسد لقاء الرئيس التركي قبل الانتخابات التركية المقررة في حزيران العام القادم، كشف الرئيس التركي أنه استنجد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل أن يجمعه بالأسد.
وقال أردوغان، اليوم الخميس، على متن الطائرة، خلال رحلة عودته من تركمانستان، بأنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء ثلاثي (تركي روسي سوري) للرؤساء، مؤكداً أن بوتين “تعاطى إيجاباً مع المقترح”.
وأشار إلى أنه “بعد استكمال محادثات الاستخبارات، من الممكن أن يلتقي الرؤساء”، لافتا إلى “أننا قد نلتقي باجتماع ثلاثي”.
ويحاول الرئيس التركي جاهداً عقد لقاء مع الأسد لاستخدام ذلك في الترويج لنفسه، فتركيا تعيش على وقع أزمات متلاحقة ويخشى أردوغان من خسارة الانتخابات المقبلة، ولذلك فأنه يرى بأن أفضل طريقة لكسب الأصوات هو شن الهجمات على الشعب الكوردي.
وبما أن القوات التركية لم تستطع تحقيق انتصار على حزب العمال الكوردستاني في الجبال، فأنه يريد شن الهجمات على الكورد في سوريا بحجة إنهم يتبعون للحزب العمال الكوردستاني، ولكن مساعيه حتى الآن تصطدم برفض روسي وأمريكي، كون أكبر قوتين في العالم تتعاملان مع قوات سوريا الديمقراطية التي يصفها أردوغان بالإرهابية في حين تراها أمريكا حليفاً في محاربة الإرهاب وتراها روسيا جزاء من الشعب السوري وتدعو دوماً للتوصل إلى تفاهم مشترك بينها وبين دمشق في صيغة يتفق عليها الطرفان.
ومع فشل هذه المساعي، يحاول أردوغان جر الحكومة السورية وكذلك روسيا إلى الاشتراك معها في شن الهجمات على الكورد، بحجة أن الكورد يشكلون خطراً على الأمن القومي التركي والسوري. ولكن يبقى السؤال هل ستقبل موسكو ودمشق بهذا الطرح التركي، خصوصاً أن دمشق أكدت رداً على المطالب التركية للتطبيع معها بأن الأقوال يجب أن يقابلها أفعال على الأرض بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وأضاف أردوغان أنه طلب من الرئيس الروسي اتخاذ خطوات تركية روسية سورية مشتركة في محاربة الإرهاب، وهنا يختلف الطرفان أيضاً، إذ ترى دمشق في جبهة النصرة والفصائل التي تدعمها تركيا مجموعات إرهابية يجب قتالها، وترى روسيا أن هيئة تحرير الشام إرهابية يجب قتالها، في حين ترى تركيا قوات سوريا الديمقراطية إرهابية ويجب محاربتها.
وفي ظل اختلاف الرؤى بين الأطراف، ومعرفة دمشق بأن أردوغان في حال تمكنه من القضاء على قوات سوريا الديمقراطية، سيلتفت مجدداً إلى محاربتها لأن أردوغان يسعى قبيل الانتخابات للسيطرة على حلب والحسكة والرقة ودير الزور التي يرى فيها ولايات عثمانية وجزءا من ما يسميه الميثاق الملي.