تواصل قوات الحكومة السورية منذ منتصف آب المنصرم، فرض الحصار على منطقة الشهباء بريف حلب، ما أدى إلى فقدان مقومات الحياة، حيث تلوح كارثة إنسانية في الأفق مع خطر فقدان الخبز والماء خلال الأيام القادمة بعد توقف مولدات الكهرباء عن العمل منذ ما يزيد عن أسبوع.
منذ أن هُجر العفرينيون عن أرضهم بفعل الهجمات التركية التي بدأت مطلع عام 2018، وتوجههم نحو مناطق الشهباء بريف حلب، في آذار من نفس العام، بدأت الفرقة الرابعة سيئة الصيت ضمن قوات الحكومة السورية بفرض الحصار على منطقة الشهباء.
ومنذ ذلك الحين يعيش نحو 300 ألف نسمة من سكان المنطقة الأصليين والمهجرين من عفرين، أوضاعاً مأساوية، مع منع الفرقة الرابعة من دخول المحروقات والمواد الغذائية والأدوية إلى هذه المنطقة وفرض إتاوات كبيرة على الكمية القليلة التي كانت تسمح بمرورها، إلى جانب حرمان سكانها من التوجه إلى مدينة حلب لتلقي العلاج.
وفي منتصف شهر آب المنصرم، شددت الفرقة الرابعة من الحصار على الشهباء، عبر منع مرور هذه المواد بشكل كلي، ما أدى لفقدانها وخصوصاً المحروقات والطحين والأدوية وحليب الأطفال.
وأدى فقدان المازوت إلى توقف مولدات الكهرباء عن العمل منذ ما يزيد عن الأسبوع، كما تقلص عمل مضخات المياه إلى الحدود الدنيا، في حين توقفت آليات البلدية عن جمع القمامة، كما توقفت سيارات الإسعاف لمشفى آفرين الذي يعتبر المشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات الطبية لأهالي المنطقة والمهجرين، مع الخشية على حياة المرضى الذين يعتمدون على الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة.
كما تأثر الواقع الزراعي في المنطقة، فأهالي المنطقة الذين كانوا يعتمدون على الزراعة لمواجهة الحصار، باتوا على وشك فقدان موسمهم الزراعي مع عدم وجود المحروقات اللازمة لتشغيل مضخات المياه لري المحاصيل، وهذا ما أدى إلى ندرة المنتجات الزراعية المحلية وسط الخوف من عدم نجاح الموسم الزراعي الحالي.
ومع عدم توفر الطحين والمحروقات، يخشى أن يُفقد الخبز وكذلك مياه الشرب من المنطقة خلال الأيام القادمة ما يشير إلى وقوع كارثة إنسانية في المنطقة، خصوصاً أن لا مساعدات أممية تصل إليها مع تغاضي الأمم المتحدة عن أوضاع المهجرين وذلك في إطار التقربات السياسية للأمم المتحدة منهم.
وأمام هذا الوضع الذي يعيشه مهجرو عفرين لا يزال المجتمع الدولي صامتاً حيال معاناتهم، وهو الذي ظل صامتاً حيال الهجمات التركية على المنطقة ولا يزال صامتاً حيال الجرائم التي ترتكب في عفرين من تغيير ديموغرافي وبناء للمستوطنات وتهجير من تبقى فيها وإسكان آخرين في منازلهم وتدمير طبيعة عفرين وقطع وحرق أشجار الزيتون رمز السلام التي طالما تميزت بها عفرين وسكانها.