قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الاثنين، أن الاستخبارات التركية تجري محادثات مع استخبارات الحكومة السورية، معبراً عن استعدادهم للعمل مع دمشق في مجال الإرهاب فيما يبدو إنها رسالة إلى دمشق باستعدادها للتعاون معها في شن الهجمات على شمال وشرق سوريا.
وخلال كلمة له في البرلمان التركي خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية ضمن موازنة العام 2023، قال تشاووش أوغلو: “مستعدون للعمل والتعاون مع الجانب السوري (دمشق)، معاً، في مجالات مكافحة الإرهاب والمضي قدما بالعملية السياسية في سوريا، وعودة اللاجئين.. إذا تصرف النظام السوري بجدية”.
وأضاف: “نتواصل مع النظام السوري عن طريق أجهزة المخابرات”.
وسبق أن التقى رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان مع مدير مكتب الأمن الوطني في الحكومة السورية علي مملوك، كان آخرها لقاء عقد على مدار يومين في دمشق.
ومنذ أيار تطلق تركيا وعلى لسان أردوغان ومسؤولي حكومته، تصريحات حول التطبيع مع دمشق التي يبدو أنها غير متسرعة في التطبيع كونها تدرك الموقف الحرج الذي يمر به الرئيس التركي ونظامه واستعداده لتقديم شتى التنازلات من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة.
وسبق أن قالت مصادر مطلعة على موقف بشار الأسد من اللقاء بأردوغان، إن سوريا لا ترغب في منح فوز مجاني لأردوغان قبيل الانتخابات المقبلة المقرر إجراءها في حزيران العام المقبل.
وسبق أن أكدت الحكومة السورية أنه ليس لديها شروط حول التطبيع مع أنقرة، ولكنها أشارت بأن الأقوال غير كافية لبدء التطبيع بل الأفعال، وأكدت أن على تركيا الانسحاب من الأراضي السورية لإثبات حسن نيتها، ولكن أردوغان الذي يفعل المستحيل للسيطرة على أراضي جديدة لن يخرج من المناطق التي دخلها.
ولذلك ترى الحكومة السورية أنه من المبكر جداً إجراء لقاء بين الأسد وأردوغان قبيل الانتخابات التركية العام المقبل.
وفيما يخص التصريحات التركية حول استعداد تركيا للتعاون مع دمشق للقضاء على الإرهاب، فأن دمشق ترى في الجماعات التابعة لتركيا إرهابية فيما ترى تركيا قوات سوريا الديمقراطية إرهابية، وتدرك دمشق أن الحوار ممكن مع قسد وأن ساعدت تركيا في القضاء عليها فأن تركيا ستعود إلى سيرتها الأولى وستسعى لتعزيز المجموعات الموالية لها لإسقاط الحكومة السورية، ولذلك فأن دمشق ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات قبل أن تقدمها تركيا.
ويبدو أن تركيا التي تريد شن هجمات برية على شمال وشرق سوريا، لم تحصل على موافقة روسيا وأمريكا، فبعد التحذيرات شديدة اللهجة من الجانب الأمريكي، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، اليوم الاثنين، إن موسكو تواصل إقناع أنقرة بعدم بدء عملية برية في سوريا، مضيفا أن “الاتصالات مستمرة قبل أن تبدأ العملية البرية، مما يعني أن هناك نجاحات. سنواصل الاتصالات”.