في منتصف ليل يوم الـ 19 من تشرين الثاني الجاري، بدأت تركيا عملية جوية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن اتهمتها بالوقوف خلف تفـ*ـجير شارع الاستقلال في ناحية تقسيم بمدينة إسطنبول في افتراء واضح بعد أن كشفت المعلومات أن منفذة التفجير تنتمي إلى تنـ*ـظيم الد*ولة الإسلا*مية.
هذه الهجمات استهدفت عموم المنطقة الحدودية وبشكل خاص استهدفت الطائرات الحربية والمسيّرة البنية التحتية والمنشآت الحيوية والمؤسسات الخدمية مثل محطات النفط ومنشآت توليد الكهرباء، بغية ضرب اقتصاد واستقرار المنطقة ودفع الشعب إلى الهجرة ليتسنى له تطبيق مخططاته في تغيير ديموغرافية المنطقة.
ولكن اللافت جاء بعد عدة أيام بعد قصف مركز مشترك بين التحالف الدولي وقوات مكافحة الإرهاب في قوات سوريا الديمقراطية والتي تدير عمليات استهداف خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، ومن ثم استهداف محيط سجن “جركين” في مدينة القامشلي، والمعروف عن هذا السجن بأنه يضم أخطر معتقلي عناصر التنظيم لدى قوات سوريا الديمقراطية.
الاستهداف التركي لمحيط السجن جاء من أجل إحداث فجوات فيه، بغية مساعدة معتقلي التنظيم على الهرب تحت تغطية الطائرات الحربية والمسيرة التركية، خصوصاً أن تركيا وأثناء هجماتها على رأس العين وتل أبيض عام 2019 استهدفت هذا السجن وأحدث فجوة في جدرانه ما أدى لفرار عدد من معتقلي عناصر التنظيم ووصلهم تحت تغطية النيران المدفعية والطيران إلى تركيا.
وتوضحت النوايا التركية بشكل أكبر عندما استهدفت قوات حماية مخيم الهول الذي يضم الآلاف من نساء وأطفال عناصر التنظيم، خصوصاً أن هناك المئات من أشبال الخلافة الذي تم تدريبهم على يد نساء عناصر التنظيم المتشددات، وذلك بغية خلق المجال لنساء وصبيان التنظيم الفرار.
هذا ما حدث بالفعل، إذ فرت نحو 25 امرأة من نساء قيادات عناصر التنظيم من المخيم وتم تهريبهن بسرعة إلى مدينة جرابلس الخاضعة للسيطرة التركية.
وبعد ذلك بعدة أيام، فر عدد من الأطفال الذين تم تحضيرهم من قبل نساء التنظيم كأشبال الخلافة من المخيم تحت تغطية الطائرات الحربية والمسيرة التركية، ولكن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض عليهم بعد وقت قصير.
بحسب اعترافات الأطفال، فأنه تواصل معهم عناصر التنظيم المتواجدين في إدلب والذي يحصلون على الحماية من نقاط المراقبة التركية، وأخبروهم بأن الطائرات بدأت تحوم فوق المخيم وبإمكانهم الفرار وتم تحديد نقاط لهم من أجل التوجه إليها، ليتم استلامهم من عناصر التنظيم ونقلهم إلى مدينة رأس العين الخاضعة للسيطرة التركية.
وتسعى تركيا بشتى الوسائل لتأمين فرار عناصر التنظيم وأفراد عوائله من المعتقلات والمخيمات في شمال وشرق سوريا، من أجل إعادة استخدامهم في الحروب التي تشنها في عموم المنطقة، من أجل تحقيق أحلامها بالوصول إلى حدود الميثاق الملي قبل حول منتصف عام 2023 حيث يمضي 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية.
ويرى الباحثون في مجال مكافحة الإرهاب إن الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، تضر بالقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتفتح المجال لإعادة تنظيم نفسه من جديد وشن الهجمات في المنطقة، لأن قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر رأس الحرب في هذه العمليات ستركز على حماية المنطقة من الهجمات التركية وسيضعف تأثيرها في مجال مكافحة الإرهاب.
وقبل أيام قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية (زووم) مع صحفيين من وسائل إعلام عربية، إن لديهم معلومات استخباراتية عن نية التنظيم شن الهجمات تزامناً مع الهجمات التي تنوي تركيا شنها برياً على المنطقة.