فوكس برس
بعد أن كانت العلاقات بين السعودية وتركيا مقطوعة في الغالب منذ أكتوبر/تشرين أول 2018، على خلفية عدد من الملفات التي تصدرت واجهة الخلافات بين الدولتين، منها قضية مقتل المعارض والصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، واصطفاف تركيا إلى جانب قطر والملف السوري والفلسطيني، وقضية اليمن التي دائماً ما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهاجم فيها السعودية ويحمّلها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع هناك من قتل ودمار وفقر، ولا تنتهي عند حدود منافسة السعودي والتركي على تصدر ما يسمى بالزعامة السنية، بات واضحًا أن القضايا الإنسانية كانت تُستغل من الجانب التركي لتحقيق مصالح على حساب آلام وشعوب المواطنين العرب وغيرهم.
يواجه حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، اليوم، تحديات كبيرة في الانتخابات المقبلة ووسط اقتصاد مضطرب وارتفاع التضخم الذي تجاوز 85% والبطالة المرتفعة خاصة بين الشباب، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وتراجع شعبية أردوغان وفقدان العدالة والتنمية دعمًا كبيرًا وفقًا لاستطلاعات الرأي، لجأ رجب طيب أردوغان إلى السعودية لإيجاد سبل للخروج من المأزق الاقتصادي وضمان البقاء في السلطة في انتخابات 2023.
من المقرر أن تودع المملكة العربية السعودية 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي، بما يمثّل دفعة كبيرة لمحاولة الرئيس رجب طيب أردوغان الحفاظ على استقرار الليرة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
المتحدث باسم وزارة المالية السعودية قال إن المملكة في المرحلة “الأخيرة” من المناقشات لتقديم الدعم لتركيا، مؤكداً تقريراً سابقاً لـ”رويترز”.
كما أكدت وزارة الخزانة والمالية التركية أن البلدين على وشك الانتهاء من صفقة إيداع المبلغ في البنك المركزي.
من المرجح أن يتم التوقيع على الاتفاقية قريباً، تتويجاً للتقارب مؤخراً بين الحكومتين التركية والسعودية، والذي أنهى سنوات من الخصومة.
مختصون في الشأن التركي قالوا أن قيام السعودية بهذه الخطوة عبر دعم حكومة العدالة والتنمية سيكون لها تأثير قوي في استمرارية استخدام تركيا استهدافه مناطق في شمال سوريا والعراق خاصةً وأن أنقرة خسرت نحو 3 مليارات ليرة من خلال استخدام الطيران الحربي والمسيّر في حملته العسكرية الأخيرة على المناطق المذكورة ما جعله يقع في مأزق أكبر.