بعد حادثة تفجير اسطنبول برز ملف اللاجئين السوريين في تركيا بشكل أكبر على طاولة المساومات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والأحزاب المعارضة في تركيا، حيث تسعى سلطات حزب العدالة والتنمية للاستفادة القصوى من عملية التفجير هذه بهدف ضرب عدة عصافير بحجر واحد.
مراقبون ومختصون في الشأن التركي أشاروا أن حزب العدالة والتنمية هي من تقف خلف التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بمدينة اسطنبول، بعد فشل الرواية التركية الرسمية من خلال التناقضات الكبيرة في تصريحات المسؤولين الأتراك، وأنها تسعى لاستخدام هذه الحادثة كحجة من أجل شن الهجمات على شمال وشرق سوريا، وترحيل اللاجئين السوريين ورفع شعبية أردوغان قبيل الانتخابات المقررة في حزيران 2013.
في ظل ذلك برز ملف اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا إلى الساحة مجدداً الذين أصبحوا هدفًا لحملات عنصرية جديدة وتزايد خطاب الكراهية من خلال سياسة الحزب الحاكم بشحن الأتراك ضدهم باعتبارهم سبباً من أسباب الأزمة في تركيا، إلى جانب التصرفات المعادية من طرف السلطات التركية ذاتها والتي أكدتها تقارير دولية منها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش عبر ترحيل اللاجئين قسرًا إلى شمال سوريا بطرق وأساليب وحشية.
ورحلّت تركيا بعد وقوع تفجير اسطنبول، نحو 1150 لاجئاً سورياً من أراضيها إلى سوريا وأسكنتهم في المستوطنات المقامة في عفرين وإعزاز، 743 لاجئاً بينهم الكثير من النساء والأطفال تم ترحيلهم عبر معبر باب الهوى، فيما رحلّت 407 لاجئين عبر معبر جرابلس.