في تناقضٍ واضح؛ ينتهج الائتلاف الوطني السوري المعارض ما يخص قضية اللاجئين السوريين، فبينما يتصدّر تصريحات قادة الائتلاف على موقعها الرسمي والمواقع الإعلامية السورية الممولة من قبل الحكومة التركية رفضهم قيام السلطات اللبنانية بترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا معتبرين ذلك “جريمةً وشيكة” ستحل بالمرحّلين، يتغاضى الائتلاف عن عملية ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا من قبل السلطات التركية إلى شمال سوريا.
تتحفظ المواقع الإعلامية السورية الممولة من قبل تركيا، إضافةً إلى المعابر الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري” على ذكر مفردات “ترحيل” أو “إعادة قسرية”، وتدرج المرحلين تحت بند “العائدون طوعياً”، رغم اعتقال السلطات التركية لهؤلاء الأشخاص والاعتداء عليهم بالضرب والتهديد وتوجيه الشتائم، ليتم الزج بهم في حافلات عسكرية وباصات خاصة لنقل السجناء مكبلي الأيادي حيث يتم تسليمهم لسلطات المعبر.
نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، ادّعى إنه لا صحة لما يتردد عن ترحيل السوريين قسراً بعد إجبارهم على توقيع إفادات بأنهم اختاروا العودة الطوعية.
لكن تقريرًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش نُشر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي أكد بناءً على شهادات حية ترحيل تركيا للاجئين السوريين، فضلاً عن تقارير دولية أخرى.
وأشارت المنظمة أن السلطات التركية اعتقلت اللاجئين السوريين في الشوارع ومناطق عملهم ومن منازلهم، وأجبرتهم على توقيع ورقة ما تسمى العودة الطوعية دون أن تسمح لهم بالاطلاع عليها وقراءتها. مضيفة أنها نقلتهم مكـبلين إلى الحدود دون تقديم الماء والطعام لهم، كما أنهم تعرضوا للتهديد بالقتل في حال تفكيرهم بالعودة إلى تركيا.
وقبل أيام تناقلت مواقع إعلامية أسماء وبيانات اللاجئين السوريين في حادثة انقلاب الحافلة العسكرية التي كانت تقل 38 لاجئاً سورياً من ولاية إسطنبول إلى مركز الترحيل القسرية في ولاية ديار بكر.
الحادثة أدت إلى مقتل لاجئين سوريين وإصابة جميع من بداخلها من بينهم 5 عناصر من الجندرمة التركية كانوا مرافقين للاجئين.
والشابان اللذان توفيّا في الواقعة هما “أحمد موسى المسلط” ( 29 عاماً ) ، متزوج و لديه طفل وحيد، ينحدر من قرية الشميطية في غرب محافظة ديرالزور ، يمتلك بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن مديرية الهجرة في ولاية ŞanlıUrfa، و”محمود الحاج علي” ( 26 عاماً ) ، أعزب ، يعمل في مجال الخياطة ، يمتلك بطاقة حماية مؤقتة و إذن عمل صادرتين عن مديرية الهجرة في ولاية Kocaeli .
︎لم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها ، ففي شهر أيلول من عام 2019 ، توفي 6 لاجئين سوريين و أصيب 25 آخرون بالإضافة إلى إصابة عنصريين من عناصر الجندرمة ، و ذلك جراء انقلاب حافلة كانت تقلهم نحو معبر ( باب الهوى ) الحدودي.
فوكس برس