على ضوء العلاقات المضطربة بين بعض فصائل الجيش الوطني وعلى رأسها الجبهة الشامية وجيش الإسلام من الخطوات التمهيدية التي تقوم بها أنقرة لتحقيق التطبيع مع الحكومة السورية، إلى جانب خلافات كثيرة بينهما حول عدد من الملفات مثل تجنيد سوريين للقتال في الخارج، وإدارة المعابر، وسياسة التتريك، وغيرها، اتخذت أنقرة في الفترة الأخيرة خطوات عديدة، أولها تمثلت بسحب دعمها من بعض الفصائل وتحجيم دورها، إلى جانب جعل بقية الفصائل في جميع المناطق الخاضعة لنفوذها تبايع وتعمل تحت سلطة واحدة – أي سلطة هيئة تحرير الشام، مهددة أن كل من يقوم باختلاق المشاكل تجاه هذه الأوامر التي من شأنها إفشال عملية التطبيع مع دمشق سيتم محاربته وتصفيته.
في هذا السياق كشفت مصادر عسكرية في الجيش “الوطني السوري” المعارض، الموالي لتركيا، اليوم الأربعاء، عن فحوى الاجتماع الأخير الذي عُقد في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا في الثاني من الشهر الحالي والذي استمر 4 ساعات، وحضره جميع قادة فصائل “الجيش الوطني السوري” وهيئة تحرير الشام، والتي تضمّنت تسليم خطة جاهزة من الجانب التركي إلى ممثلي الفصائل من أجل تنفيذها بحذافيرها، وإلا…”
وبحسب المصادر العسكرية فإن الخطة تتمثل في إمهال القوات التركية وتحرير الشام جميع الفصائل بالانسحاب من الجيش الوطني السوري خلال مدة أقصاها شهر واحد.
وأضافت المصادر أن الاستخبارات التركية وتحرير الشام اشترطت وقف القتال شريطة مبايعة جميع الفصائل للهيئة وتسليم المناطق إلى الهيئة والشرطة العسكرية التابعة للمخابرات التركية سلمًا دون قتال بهدف السيطرة عليها وجعلها تحت نفوذها.
وهددت هيئة تحرير الشام أنه في حال تعنت الفصائل العسكرية وعدم موافقتها على مبايعة الهيئة لإدارة جميع المناطق، فأن أرتال المجاهدين جاهزة لدخول مناطق نبع السلام في حال لم يتم تطبيق بنود الاتفاق.
وكان العشرات من عناصر الجهاز الأمني التابع لتحرير الشام قد دخل مدينة رأس العين، شمال سوريا تحت غطاء فرقة الحمزات التابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا، وذلك بالتنسيق مع سيف بولات قائد فرقة الحمزة.
وأكدت الهيئة بأن لواء “حمزة بن عبد المطلب” المشكّل حديثًا سيكون جاهزًا للذهاب إلى منطقتي رأس العين وتل أبيض خلال الأيام القليلة القادمة.