تواجه مدينة تل أبيض ومدينة سلوك التابعة لرأس العين والخاضعة للنفوذ التركي، حالةً من الانفلات الأمني الكبير والفوضى العارمة بعد دخول “هيئة تحرير الشام” إليها بدعمٍ تركي.
تشهد هذه المناطق اشتباكاتٌ يومية بين بعض الفصائل مع الهيئة التي ترفض سيطرة الأخيرة على مناطقها وسط تخبط كبير في صفوفها، إلى جانب هذه التطورات ازدادت عمليات اعتقال المدنيين بشكلٍ تعسفي وبوتيرةٍ عالية لتستمر مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني الذي يتفاقم شيئًا فشيء في مؤشر جديد على ارتفاع معدلات الانتهاكات الحقوقية بعد توغل تحرير الشام.
تؤثر هذه الاشتباكات تعميق الأزمة الاقتصادية – المزرية أساسًا ليضطر المدنيين لإغلاق محالهم التجارية بشكل مستمر فضلاً عن سقوط ضحايا على خلفية الاشتباكات.
بعد توغل هيئة تحـرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، المُصنّفة على لوائح الإرهاب العالمية في منطقة عفرين بدعم كامل من أنقرة، وسّعت رقعة سيطرتها في مناطق جديدة امتدت لتشمل ريف مدينة “أعزاز” وريف “منبج” من ضمنها جبهتي الياشلي والحمران شمال غربي منبج بريف حلب الشرقي، وذلك بأسماء مقاتلين تابعين لأحرار الشام، إضافةً إلى دخولها مدينة “تل أبيض” و “رأس العين”.
بعد أن طالبت واشنطن بـ”سحب قوات هيئة تحرير الشام من منطقة عفرين على الفور”، والإشارة مجددًا بأنها “منظمة مصنفة كإرهابية”.، لجأت أنقرة إلى بالالتفاف على المطالبة الأمريكية من خلال إصدار أوامرها بشكل مباشر إلى القيادي الأمني في الهيئة المدعو “أبو عبد الله العراقي” والمسؤول الأمني العام عن مدينة “عفرين” حالياً، بإزالة جميع شعاراتها وأعلامها من المقرات والسيارات وارتداء ملابس فصائل العمشات والحمزات والسلطان مراد والشرطة العسكرية.
وعمدت وسائل إعلام عربية ممولة من قبل أنقرة نشر مقاطع فيديو ادّعت أنها لانسحاب أرتال تحرير الشام من عفرين صوب ادلب، إلا أن هذه الأرتال خرجت من المعابر الرئيسية لكنها عادت من الطرق الفرعية مجدداً إلى عفرين.
وبعد إحكام الهيئة سيطرتها على منطقة عفرين، بدأ العشرات من عناصر الهيئة بالدخول إلى منطقة تل أبيض قادمين من تركيا عبر معابر تخضع لسيطرة فصائل موالية لأنقرة.
إلى ذلك، دخل العشرات من الجهاز الأمني التابع لتحرير الشام مدينة رأس العين، شمال سوريا تحت غطاء فرقة الحمزات التابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا، وذلك بالتنسيق مع سيف بولات قائد فرقة الحمزة.