أحمد خليل
تستمر قوات الحكومة السورية، بفرض الحصار على ستة قرى في ناحية شيراوا التابعة لمدينة عفرين، بالتزامن مع استمرار حصارها على منطقة الشهباء بريف حلب وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.
الحكومة السورية التي تمنع مرور الغذاء والدواء والمحروقات إلى هذه المناطق المحاصرة، تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من هذا الحصار دون أن يحاسبها أحد على انتهاكها للقوانين الإنسانية والدولية.
وطيلة الأزمة السورية، استخدمت الحكومة السورية، سياسة التجويع ضد المناطق التي تقبل سطوة قوات الحكومية والمسلحين التابعين لها.
وبهذه الفعل الشنيع، تحرم قوات الحكومة السورية نحو نصف مليون نسمة يعيشون في هذه المناطق من احتياجاتهم الأساسية كالطحين والمحروقات والأدوية ومياه الشرب، في حين بات حليب الأطفال مفقوداً بشكل كامل في هذه المناطق مما يعرض حياة عشرات الأطفال للخطر.
ومع دخول فصل الشتاء تزداد الحاجة إلى المحروقات وخصوصاً المازوت، وهذا ما أدى لارتفاع أسعارها نتيجة نقصها، إذ ارتفع سعر ليتر المازوت في مناطق الشهباء إلى 8 آلاف ليرة، في حين بلغ سعر ليتر البنزين 10 آلاف ليرة.
ويؤثر ارتفاع أسعار المحروقات على بقية مناحي الحياة، إذ أن كل شيء من زراعة وحركة ونقل واستخراج المياه وغيرها مرتبطة بالمحروقات، وأي ارتفاع في سعر الأخيرة يؤدي تباعاً إلى ارتفاع أسعار السلع المختلفة.
والملفت للانتباه أن هذا الحصار بدأ بالتزامن مع الحديث عن التطبيع بين دمشق وأنقرة ونقل الأخيرة لهيـ*ـئة تحـ*ـرير الشـ*ـام (جبـ*ـهة النـ*ـصرة سابقاً) إلى منطقة عفرين.
ويرى المراقبون أن الحكومة السورية عقدت اتفاقات مع النظام التركي لمعاداة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بهدف إضعافها، كون مشروع هذه الإدارة في الديمقراطية لا يتناسب مع الأنظمة السلطوية التي تريد فرض سيطرتها على الشعوب ونهب خيرات البلاد ووضعها في خدمة أعداد محددة من المسؤولين.
ومنذ أيار من العام الجاري، يطلق الرئيس التركي أردوغان ومسؤولو حكومته التصريحات التي تدعو المعارضة للتصالح مع الحكومة السورية وتطبيع العلاقات، في وقت لم تنقطع فيه اللقاءات الاستخباراتية بين الطرفين.يار
ويقول المتابعون أن شروط الحكومة السورية لقبول التطبيع مع أنقرة تتضمن التخلي عن المعارضة المسلحة والسياسية، وافتتاح مراكز تسوية للمسلحين والمواطنين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.
ويؤكد المتابعون أن تركيا لا يهمها دعم الشعب السوري أو حقوقه، بل استخدمت السوريين لصالحها، إذ استخدمت المهاجرين لابتزاز أوروبا واستخدمت المسلحين لتحقيق أحلامها في الوصول إلى حدود الميثاق الملي، والآن هي مستعدة للتضحية بيهم كما ضحت قبل ذلك بالإخوان المسلمين في مصر.