بدأت تركيا البدء بالخطة (ب) فيما يتعلق بالفصائل الرافضة للانضمام إلى هيئة تحـرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بعد أن حجّمت فصائل تابعة للجيش الوطني الرافضة لمخطط أنقرة بالتطبيع مع دمشق وعلى رأسها الجبهة الشامية.
بعد أن توغلت الهيئة وأحكمت سيطرتها على منطقة عفرين، شمال غرب سوريا بشكل كامل أمنياً وعسكرياً بدعم من أنقرة، بدأت بالدخول إلى منطقة تل أبيض، شمالي سوريا، قادمين من تركيا عبر معابر تخضع لسيطرة فصائل موالية لأنقرة. من خلال نقل عشرات العناصر التابعة لها، كما أن محيط مدينة منبج باتت هي الأخرى تحت سيطرة الهيئة، حيث تستكمل الآن مخطط تطويق إعزاز.
تهدف تركيا عبر السماح لتمدد تحرير الشام بهدف تغيير خارطة النفوذ وجمع الفصائل في جسم واحد تحت راية تحرير الشام، بهدف شن هجمات جديدة على مناطق شمال وشرقي سوريا من جهة، وتنفيذ مخططات جديدة ترتبط مباشرة بملف المصالحة مع دمشق.
الخطة التركية الجديدة تتمثل في البدء بحل الفصائل المنضوية تحت سقف الجيش الوطني السوري التابع للائتلاف السوري المعارض التي رفضت الانضمام إلى هيئة تحرير الشام، وذلك بعد الاجتماع الذي عُقد بين جهاز المخابرات التركية والسورية في قمة شنغهاي.
مصادر خاصة أكّدت أن المخابرات التركية تسعى لإرسال الفصائل إلى دول خارج سوريا، وعلى رأسها ليبيا وأوكرانيا بحجة القتال، إلا أن هدف أنقرة الأساسي يتمثل في إفراغ هذه المناطق من الفصائل التي ترفض الانضمام إلى تحرير الشام وبالتالي حلّها بشكل نهائي من خلال تصفيتهم خارج سوريا.
وأكّدت المصادر أنّ اجتماعاً سيعقد، اليوم الأربعاء، في ولاية غازي عنتاب التركية بين قادة كل الفصائل والتشكيلات العسكرية التابعة للجيش الوطني مع مسؤولين في المخابرات التركية بحضور قيادات في تحرير الشام حيث سيُطلب منها القيام بالتحضيرات للبدء بنقل عناصرها على مراحل لخارج سوريا.
ومن الفصائل التي رفضت الانضمام وصُدر ضدها قرار حلّها ” أحرار الشرقية، الحمزات، سليمان شاه” في منطقة رأس العين.
ويرى مراقبون أن هدف أنقرة من ضم فصائل الجيش الوطني إلى هيئة تحـرير الشام ضمن جسم عسكري واحد يأتي في سياق العمل على شن هجمات جديدة ضد مناطق شمال وشرقي سوريا من جهة، وتنفيذ مخططات جديدة ترتبط مباشرة بملف المصالحة مع دمشق وعلى رأسها ملف اللاجئين السوريين وإخلاء أنقرة بعض المناطق في إدلب وعلى رأسها جبل الزاوية كمرحلة أولى للسماح لقوات الحكومة السورية وروسيا بالدخول إليها، إلى جانب تغيير ديمغرافية المناطق التي تسيطر عليها تركيا بشكل أكبر.
فوكس برس