استطاعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خلال السنوات الماضية إلى الوقت الحاضر تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي والصحي في المنطقة بشكلٍ عام، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها عبر الهجمات المتكررة التي تشنها الدولة التركية والحصار الاقتصادي، وحرب المياه التي تتّبعها على شعوب المنطقة، كما وتسعى الإدارة الذاتية، عبر لقاءاتها الدبلوماسية، إلى وضع الدول الأوروبية في صورة آخر التطورات التي تشهدها سوريا عامة، ومناطقها خاصة، حيث أجرت مؤخراً سلسلة لقاءات مع ممثلي عدد من الدول الأوروبية إضافة لاستقبالها وفود رفيعة المستوى من دول عدة التي أكدت بضرورة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للإدارة.
ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي أخذت في أولوياتها إعادة الحياة الى المناطق المدمرة، وتقديم كافة الخدمات والمساعدات لأهالي شمال وشرق سوريا، وتفعيل جميع المؤسسات الخدمية بعد تعطيلها بهمجية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
ورغم قلة الإمكانات المتاحة التي لم تُلبي حاجات المنطقة بشكلٍ عام ومتطلبات الشعب بالدرجة الأولى؛ قدمت الإدارة الذاتية كافة الإمكانات المتواجدة بين يديها للمساهمة في نهوض وتطوير وعمران المنطقة وعمِلت على ترسيخ عملية الحوكمة لتطوير عمل المؤسسات في الإدارات الذاتية والمدنية من خلال إصدار بعض القوانين والأنظمة الداخلية والمصادقة على موازنات كل عام.
ويستمر العمل حالياً على عدة مشاريع وقوانين قيد التنفيذ في عام /2022/ لتحقيق آمال وطموحات الشعب في شمال وشرق سوريا، ولكن هناك بعض التحديات والصعوبات أمام تقدم هذه المشاريع والإنجازات وإعادة الإعمار منها تحديات عسكرية واقتصادية وأزمات صحية، وتعمل الإدارة الذاتية بكافة طاقتها للنهوض والرقي بالمنطقة.
حيث وضعت الإدارات المحلية والبيئة خطة لتنفيذ المشاريع الخدمية لتحسين الواقع الخدمي في مناطق الإدارة الذاتية، كمشاريع تعبيد الطرق، صيانة وإنشاء الكراجات، وتمّ شراء ثلاثة قبانات ووضعها على الطرق الرئيسية التي تربط بين الإدارات، وتمّ وضع خطّة لتحسين الواقع البيئي في مناطق الإدارة الذاتية, وهذه المناطق تُعاني من الجفاف والتصحّر وشحّ المياه بسبب الحرب, وسوف يتم إنشاء غابات اصطناعية في كافّة مناطق الإدارة الذاتية والعمل على تشجير وزيادة المساحات الخضراء وإنشاء مخابر بيئية في الحسكة ومنبج والرقة, بالإضافة لإنشاء مطامر (مكب نفيات) وغابة الفروسية في مدينة الرقة.
فيما افتتحت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم، مشفى الشدادي، ليكون أول مشفى عام في المنطقة الجنوبية لمدينة الحسكة، ويقدم خدماته لأكثر من ٥٠٠ قرية يقطنها ٣٠٠ ألف نسمة، ممتدة من ريف دير الزور الشمالي وصولاً إلى ريف الحسكة الجنوبي، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمشفى “مليون ونصف المليون وأربعة عشر ألف دولار”، شملت عمليات الترميم والتجهيز، بعد أن تعرضت الى دمار بنسبة 90% لاستخدامه من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية كمقر لهم أثناء سيطرتهم على الريف الجنوبي للحسكة عام ٢٠١٤.
ومن الخطوات المهمة التي بذلتها الإدارة الذاتية في سير العملية السياسية والدبلوماسية في شمال وشرق سوريا، والعلاقات المستمرة بين الإدارة الذاتية وجميع الدول العالمية من خلال زيارات الوفود الرسمية لمناطقها للوصول لحل الأزمة السياسية في سوريا بشكلٍ عام وفي شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص.
حيث زار قبل عدة أيام المبعوث البريطاني الخاص لسوريا جوناثان هارغريفر وموفدة وزارة الخارجية البريطانية ونيكولا موس، لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في مدينة القامشلي في خطوة تهدف لمناقشة بعض القضايا المشتركة بين الطرفين.
حيث أكد المبعوث البريطاني أنَّ بلاده تشاطر الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى ضرورة زيادة الدعم المقدم للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وشدد هارغريفر على ضرورة زيادة الدعم للإدارة لتشمل القطاعات الاقتصادية والإنسانية بما يضمن إحداث تنمية حقيقية في المنطقة تساهم في دعم الاستقرار والقضاء النهائي على الإرهــاب.
وقبل حوالي خمسة أشهر، زار وفد من إقليم كتالونيا، هيئة الإدارة المحلية والبيئة بمدينة القامشلي ضمن سلسلة الزيارات المخطط لها من قبل الصندوق الكتالوني من أجل تطوير الواقع الخدمي في شمال وشرق سوريا.
وقال رئيس قسم التكنيك في منظمة فكتوريا ديفيد مينوفيس إن “الهدف من الزيارة تطوير الواقع الخدمي في شمال وشرق سوريا وزيارة المخيمات وتقديم المساعدات الإنسانية لها”.
وكان برلمان كاتالونيا أقر في الـ20 من تشرين الأول 2021 الاعتراف بالإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا وجاء في نص قراره “نعترف بوجود الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا على أساس الكونفدرالية الديمقراطية ككيان سياسي”.
ومن جانبه شدد المبعوث الأمريكي الجديد لشمال وشرق سوريا “نيكولاس جرينجر” على دعم واشنطن لبرامج دعم الاستقرار في المنطقة وذلك خلال لقائه برئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، إلهام أحمد في مدينة الحسكة شمالي سوريا في وقت سابق، كما وتباحثا حول الوضع السياسي في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، وسبل تعزيز التعاون على الصعيد السياسي.
أما الدبلوماسية الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تركزت بعقد عدة لقاءات مع القوى الفاعلة، ضمت شخصيات مؤثرة وبرلمانيين أوربيين، والذين أوعدوا ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا عبدالكريم عمر، بأنهم سيمارسون ضغوط على البرلمان الأوروبي للوقوف بوجه مخططات تركيا الاحتلالية والدفع باتجاه الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية، ودعم استقرار المنطقة وعدم تهميشها.
كما يؤكد الجميع بأنهم مدينون للكرد ومكونات شمال وشرق سوريا في دحر التنظيمات الإرهابية.