شهد الاجتماع الأخير للهيئة السياسية للإئتلاف السوري الذي يتخذ من تركيا مقراً له، سجالاً حاداً بين بعض الأعضاء بسبب الموقف من الاقتتال الأخير بين فصائل الائتلاف الموالية لتركيا وهيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا.
الاجتماع الذي عقد يوم الخميس تخلله تراشق حاد بين ممثلي عدد من الفصائل في الائتلاف، ليتطور مع حصول كل منهم على دعم أعضاء من كتل أخرى، الأمر الذي بات يهدد بانقسامات في الائتلاف.
ويوم الأربعاء الماضي، أصدر الائتلاف بياناً حول سيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق عفرين وريف حلب، لم يندد فيه بمحاربة الهيئة للفصائل التابعة له، بل على العكس طالب بأن يكون القضاء هو السبيل لحل الخلافات وعدم اللجوء إلى الاقتتال.
وأثار البيان حفيظة الكثيرين ممن رأوا فيه “صمتاً مريباً” من جانب الائتلاف تجاه الهجوم الذي قادته “هيئة تحرير الشام” على فصيل في الجيش الوطني التابع للائتلاف رسمياً، بالتحالف مع فصائل أخرى تابعة للجيش أو ممثلة في الائتلاف.
وبينما لا تخفي فرقتا “الحمزة” و”السلطان سليمان شاه” تعاونهما مع “تحرير الشام” في المعركة التي حسمت يوم الجمعة لصالح هذا التحالف الثلاثي، يُتهم “فيلق الشام” بالتآمر معهم من خلال تسهيل الهجوم على “الفيلق الثالث” عبر مناطق سيطرته.
ودفع هذا الامر ممثل “الفيلق الثالث” في الائتلاف، بهجت الأتاسي، لانتقاد بيان الائتلاف والتهجم على زميله ممثل “فيلق الشام” منذر سراس، الأمر الذي أدى الى سجال حاد وتوتر خلال الاجتماع، خاصة وأن الانقسام في الموقف يشمل الهيئة العامة التي ستنعقد يوم الاثنين، مع وجود داعمين كثر فيها لـ”الفيلق الثالث” في هذه القضية، وفي مقدمهم ممثلو “المجلس الاسلامي السوري” بالإضافة إلى “المجلس الوطني الكوردي” الذي رفض وبشكل قاطع سيطرة “تحرير الشام” على عفرين، المدينة ذات الغالبية الكردية.
وانتقد نائب رئيس الائتلاف عبد الحكيم بشار، العضو في “المجلس الوطني الكوردي” بقوة، التراخي تجاه هجوم “هيئة تحرير الشام” على عفرين، عكس الموقف العام للائتلاف الذي تجنب ذلك، كما تجاهل الأمر بشكل رسمي.
لكن ذلك لا يعني توفر أغلبية لصالح هذا الموقف، بالنظر إلى العلاقة السلبية بين “الفيلق الثالث” والحكومة السورية المؤقتة التابعة للإئتلاف من جهة، والتزام بقية الكتل بتوجيهات تركيا بهذا الخصوص، وعلى رأسها الكتلة التركمانية.