قال الخبير العسكري المنشق عن قوات الحكومة السورية العميد أحمد رحال أن 15 شاحنة مُغطاة بشوادر اتّجهت إلى معبر سراقب وذلك برفقة سيارات تابعة لهيئة تحرير الشام.
جاء ذلك في منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك، حيث أكد “رحال” نقلاً عن مصادر خاصة أن 15 شاحنة “قاطرة ومقطورة” مغطاة بشوادر بشكل كامل خرجت في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم أمس انطلاقًا من شمالي مفرق مجدليا قرب مفرق الجرمايات على أوتستراد M4 واتجهت إلى معابر الحكومة السورية في سراقب.
وأضاف أن هذه الشاحنات كانت ترافقها عدة سيارات “بيك آب وسنتافيه” تتبع لأمنيات هيئة تحرير الشام.
وتسائل أحمد رحال في منشوره بالقول “ما الذي يرسله الجولاني سرًا للأسد؟؟!”
والأسبوع الماضي عقدت الاستخبارات التركية اجتماعًا في بلدة أطمة مع قيادات فصائل «أحرار الشام، فرقة الحمزة، السلطان مراد، صقور الشام، العمشات إلى جانب هيئة تحرير الشام» بحسب مصادر خاصة لـ «فوكس برس».
وتمحور موضوع الاجتماع بإصدار الاستخبارات التركية توجيهات مباشرة إلى قيادات هذه الفصائل بالعمل على تصفية فصيل “الجبهة الشامية” بعد خروجها عن بيت طاعتها، ومحاولة الأخيرة الاتفاق مع فرقة الحمزة لمهاجمة تحرير الشام.
وشكّل هءا التحرك مصدر إزعاج للقوات التركية التي رأت بأن فصيل الجبهة الشامية بدأت في الآونة الأخيرة خصوصًا عدم تنفيذ أوامرها ومحاولة الالتفاف على السياسات التركية، لتصدر الاستخبارات التركية أوامرها بضرورة حل الفصيل.
الجدير ذكره أن “هيئة تحرير الشام” طلبت من تركيا قبل أسابيع خلال اجتماعها مع المسؤولين الأتراك بتوسيع نفوذها في عفرين لتطبيق نظام الحكم المطبق في إدلب، معتمدةً على قوتها في قمع المظاهرات المناوئة لها ولتركيا أيضاً.
وتواصل تحرير الشام تحركاتها في الشمال السوري، بهدف توسيع نفوذها بما يتلاءم مع السياسات التركية التي تركز أولاً على تغيير ديموغرافية الشمال السوري، والثاني تحقيق التقارب مع الحكومة السورية.
وأشارت المصادر أن هيئة تحرير الشام تقول إنها قادرة على فرض سطوتها بقوة السلاح على عفرين، أولا ً عبر تهجير من تبقى فيها وخصوصاً من الإيزيديين خدمةً للهدف التركي في القضاء على الوجود الكوردي نهائياً في هذه المنطقة.
وثانياً إشارتها على أنها قادرة على فرض الأجندات التركية فيها مع زيادة الاستياء الشعبي من تركيا في ظل تقاربها مع الحكومة السورية وقمع التظاهرات المناوئة لتركيا لتحافظ على الوجود التركي في الشمال السوري.
وبدأت هيئة تحرير الشام بالتحرك لإثبات نيتها لدى الحكومة التركية، عبر السيطرة على أحدى نقاط الجبهة الوطنية في ريف سراقب بعد مواجهات مع الأخيرة، وإزالة السواتر الترابية في المنطقة تمهيداً لفتح معبر مع الحكومة السورية، حيث تعتبر هيئة تحرير الشام كاسحة الحواجز بين الحكومة السورية وتركيا.
هذا المعبر الذي سيساعد على تنشيط الحركة التجارية بين مناطق الحكومة السورية وتركيا، وإيصال المواد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في ظل ما تعانيه من حصار مفروض عليها
وثانياً سيسمح المعبر بعبور من يرغبون من القاطنين في الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا بالتوجه إلى مناطق الحكومة السورية وإجراء عمليات المصالحة وذلك في سبيل تعويم الحكومة السورية.
ولعل الاشتباكات الأخيرة بين الفيلق الثالث من مكونات الجبهة الشامية وجيش الإسلام وحركة التحرير والبناء من جهة و”هيئة تحرير الشام” التي تساند السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة والسلطان مراد ضد “الفيلق الثالث” ما يؤكد الصمت التركي لدخول تحرير الشام إلى عفرين وفتح المجال لها لدخول أعزاز أيضًا.