تواصل تركيا ترحيل اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها قسراً إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري، وذلك في إطار سياستها لتغيير ديموغرافية المنطقة.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة أن السلطات التركية، أعادت قسرياً يوم أمس الاثنين، 70 لاجئاً سورياً بعد عدم تجديد إقامتهم ضمن أراضيها، إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرتها.
وفي التفاصيل، أشارت المصادر أن 23 شاباً تم ترحيلهم وإعادتهم عبر معبر باب الهوى، في حين تم إعادة 47 شاباً عبر معبر جرابلس.
وكانت السلطات التركية قد رحلت يوم الأحد الماضي، 115 لاجئاً سورياً بعد عدم تجديدها لإقامتهم، 94 منهم عبر معبر باب الهوى و21 شاب عبر معبر جرابلس.
وهؤلاء الشبان المرحلون ينحدرون من مناطق سورية مختلفة ولا ينتمون إلى المنطقة التي تم ترحيلهم إليها، ولا يستطيعون العودة إلى مناطقهم الأصلية خشية أن يتعرضوا للاعتقال على يد قوات الحكومة السورية.
وتأتي عملية الترحيل هذه في إطار سياسة تتبعها تركيا منذ عام 2018 بعد سيطرتها على عفرين، وذلك لتغيير ديموغرافية مناطق الشمال السوي المتاخمة لحدودها، عبر ترحيل سكانها الأصليين وخصوصاً الكورد منهم، وتوطين آخرين في منازلهم وكذلك في وحدات استيطانية تعمل على تشييدها بواسطة جمعيات قطرية وكويتية وفلسطينية تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين.
وأنهت تركيا وبدعم تلك المنظمات إنشاء 68 ألف وحدة استيطانية في المناطق الخاضعة لنفوذها وخصوصاً في منطقة عفرين.
وتعمل تركيا على تشييد المستوطنات في المناطق الكوردية، بحجة إيواء اللاجئين، في حين أن إدلب المجاورة والخاضعة أيضاً للسيطرة التركية، يتواجد فيها مئات المخيمات العشوائية، التي يعاني سكانها الامرين خلال الصيف والشتاء. ففي الشتاء الماضي غمرت المخيمات بالمياه، في وقت لا يلاقي فيها سكانها أي مصادر للتدفئة، وهذا ما يشير بشكل واضح إلى سياسة تركيا في تغيير ديموغرافية المناطق الكوردية.