تواصل هيئة تحرير الشام، تحركاتها في الشمال السوري، بهدف توسيع نفوذها بما يتلاءم مع السياسات التركية التي تركز أولاً على تغيير ديموغرافية الشمال السوري، والثاني تحقيق التقارب مع الحكومة السورية.
وأكد مصادر مطلعة، أن هيئة تحرير الشام عقدت مؤخراً اجتماعاً مع مسؤولين أتراك، وطالبتهم بتسليم مدينة عفرين لهم، وذلك من أجل تطبيق النموذج الذي طبقته في إدلب، معتمدةً على قوتها في قمع المظاهرات المناوئة لها ولتركيا أيضاً.
وأشارت المصادر أن هيئة تحرير الشام تقول إنها قادرة على فرض سطوتها بقوة السلاح على عفرين، أولا ً عبر تهجير من تبقى فيها وخصوصاً من الإيزيديين خدمةً للهدف التركي في القضاء على الوجود الكوردي نهائياً في هذه المنطقة، وثانياً إشارتها على أنها قادرة على فرض الاجندات التركية فيها مع زيادة الاستياء الشعبي من تركيا في ظل تقاربها مع الحكومة السورية وقمع التظاهرات المناوئة لتركيا لتحافظ على الوجود التركي في الشمال السوري.
ولفتت المصادر، أنه في هذا السياق، بدأت هيئة تحرير الشام بالتحرك لإثبات نيتها لدى الحكومة التركية، عبر السيطرة على أحدى نقاط الجبهة الوطنية في ريف سراقب بعد مواجهات مع الأخيرة، وإزالة السواتر الترابية في المنطقة تمهيداً لفتح معبر مع الحكومة السورية.
هذا المعبر الذي سيساعد على تنشيط الحركة التجارية بين مناطق الحكومة السورية وتركيا، وإيصال المواد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في ظل ما تعانيه من حصار مفروض عليها. وثانياً سيسمح المعبر بعبور من يرغبون من القاطنين في الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا بالتوجه إلى مناطق الحكومة السورية وإجراء عمليات المصالحة وذلك في سبيل تعويم الحكومة السورية.
وتسعى هيئة تحرير الشام من وراء تحركاتها هذه إلى توسيع نموذجها في الشمال السوري، وتشكيل إمارة إسلامية وفق قواعدها وقوانينها.