تواصل تركيا تغيير ديموغرافية عفرين، عبر المستوطنات التي تقوم ببنائها عبر منظمات سورية تشكلت في تركيا، وكذلك منظمات تركية وأخرى قطرية وكويتية جميعها تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين، ولذلك لتطبيق المخطط التركي في تغيير ديموغرافية الشمال السوري الذي تسيطر عليه.
ومنذ سيطرتها على عفرين في آذار عام 2018 بدأت تركيا بتطبيق سياسة التتريك في المنطقة عبر تهجير سكانها الأصليين، ووطنت عوضاً عنهم قرابة 400 ألف مستوطن في عموم قرى ونواحي عفرين، وهم بغالبيتهم من المسلحين الذين يقاتلون لصالحها حيث تم استقدامهم من مناطق سورية مختلفة بناء على صفقات أبرمتها مع روسيا لتغيير الديموغرافية السورية.
وتم تغيير أسماء الساحات الرئيسية بمركز عفرين مثل ساحة آزادي (الحرية) إلى ساحة أتاتورك ودوار نيروز إلى صلاح الدين، والدوار الوطني إلى دوار 18 آذار، ودوار كاوا الحداد إلى دوار غصن الزيتون، وفي إطار تغيير أسماء القرى غيّرت تركيا اسم قرية قسطل مقداد الى سلجوق اوباسي، وقرية كوتانا إلى ظافر اوباسي، وكرزيله إلى جعفر اوباسي.
ورافق تغيير أسماء الأماكن الاستراتيجية والكوردية إلى أسماء عثمانية ووضع العلم التركي وصور أردوغان في كل مكان وعلى لوحات الدلالة في كل قرية وناحية ومركز المدينة، فضلاً عن تعليم اللغة التركية في المدارس ووضع العلم التركي على ألبسة الطلبة.
وإلى جانب ذلك، استمرت عمليات التغيير الديموغرافي عبر بناء المزيد من المستوطنات، حيث تم بناء العشرات من المستوطنات فوق القرى المدمرة وفي قمم الجبال، وذلك تحت مسمى إنشاء قرى لإيواء النازحين.
والملفت للانتباه أن هناك أكثر من 200 مخيم في مناطق إدلب يعيش فيها ما يزيد عن مليون ونصف نازح بحسب الإحصاءات التركية، ولكن الأخيرة لا تبني لهم القرى والمنازل، بل تركز على مدينة عفرين، وذلك بهدف تغيير ديموغرافية المنطقة.
وتعمل تركيا على بناء المستوطنات تحت اسم الجمعيات الخيرية سواء التركية أو السورية منها أو الخليجية وخصوصاً القطرية والكويتية، ومن المعروف بأن هذه الجمعيات تتبع للإخوان المسلمين. ويعترف المسؤولون الأتراك أن هذه المستوطنات تبنى بالأموال التركية، وهو ما يؤكد غايتهم من إنشاءها.
ويشار أن منطقة عفرين كان يقطنها غالبية كردية نسبتهم كانت 98 % من تعداد السكان، ولكن الآن لا يتجاوز عددهم 20 % من السكان، أما البقية فجلبتهم تركيا ووطنتهم في هذه المنطقة لتطبيق سياساتها في التغيير الديموغرافي تمهيداً لفصلها مستقبلاً عبر إجراء استفتاءات فيها كالتي أجرتها روسيا في 4 مناطق بأوكرانيا.
ومؤخراً انتهت الجمعيات القطرية والكويتية والفلسطينية من إنشاء 68 ألف وحدة استيطانية في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في الشمال السوري، وتم إسكان المسلحين الموالين لتركيا والتركمان فيها.