مع استمرار الحديث عن قرب عقد المجلس الوطني الكوردي لمؤتمره الرابع، يزداد الحديث عن ما قدمه المجلس لأبناء الشعب الكوردي في كوردستان سوريا.
مع تشكيل المجلس الوطني الكوردي في 26 تشرين الأول عام 2011 مع بداية انطلاق الثورة السورية، تفاءل الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، بدور هذا المجلس من جهة توحيد الأحزاب الكوردية التي ظلت مشتتة على كثرتها، والعمل من أجل إحقاق حقوقه المشروعة في سوريا.
في بداية تشكله، ازداد عدد أحزاب المجلس حتى بلغ عددها 16 ثم بدأت الأحزاب وكذلك الشخصيات المستقلة والمثقفة بالانسحاب من المجلس، وذلك بسبب سوء أداء المجلس وخصوصاً في التعامل مع الاستحقاقات الوطنية. فالمجلس دعا إلى الفدرالية لضمان حقوق الشعب الكوردي في سوريا، ولكنه لم يستطع إقناع الائتلاف الوطني السوري الذي يعتبر عضواً فيه بهذه الفدرالية، وتم ترحيل الاعتراف بالكورد وحقوقهم ولغتهم من قبل الائتلاف إلى ما بعد إسقاط الحكومة السورية. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل شارك الائتلاف سياسياً وعسكرياً عبر مجاميعه المسلحة تركيا في السيطرة على عفرين وتغيير ديموغرافيتها واتباع جميع الممارسات بحقهم من نهب وسلب واختطاف وفرض اللغة التركية عليهم، وتغيير أسماء الساحات الكوردية إلى تركية وإنزال تمثال كاوا الحداد رمز المقاومة لدى الكورد من وسط مدينة عفرين وتحطيمه.
وأمام هذا الصمت من المجلس الوطني الكوردي، ازداد الغضب الشعبي من هذا المجلس وبدأ يفقد قاعدته شيئاً فشيئاً. وحافظ المجلس على هيكليته القيادية ذاتها ولم يجري أي تعديلات على هذه القيادات أو نظام عمله.
خلال تلك الفترة كان المجلس الوطني الكوردي يتحجج بأنه لا يستطيع العمل في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ولكن بعد الهجمات التركية على مدينة رأس العين/سريه كانيه، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، عن مبادرة لتوحيد الصف الكوردي، عبر جمع المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية التي تعتبر غالبيتها منضوية في الإدارة الذاتية.
وبناء على مبادرة الجنرال مظلوم عبدي، سمحت الإدارة الذاتية بافتتاح مكاتب المجلس الوطني الكوردي والأحزاب المنضوية فيه، وهاي أعوام ثلاث مرت وما زال شعب كوردستان سوريا بانتظار المجلس ليقدم لهم شيئاً جديداً ولكن دون جدوى.
إذ استمر المجلس في تشتته نتيجة الخلافات بين قيادات الداخل والخارج، وظل صامتاً حيال ما يتعرض له الكورد في عفرين من تمييز وتهجير وتضييق حتى أن قيادات المجلس لم تسلم من هذه الممارسات على يد الفصائل المسلحة التابعة للائتلاف السوري الذي يعتبر المجلس عضواً فيه.
وعوضاً عن ذلك، استمر المجلس بمهاجمة الإدارة الذاتية التي قدمت الكثير من الخدمات للمنطقة وجعلت اللغة الكوردية لغة رسمية تدرس في المدارس، بل أن المجلس قام بمعاداة هذه الخطوة أيضاً عبر الدعوة إلى إعادة منهاج الحكومة السورية إلى المدارس والجميع يعلم أن هذا المنهاج لا يعتبر لا بالكورد ولا بحقوقهم في سوريا.
وحتى الآن لم يستطع المجلس دفع الائتلاف السوري لقبول الفدرالية كحل للأزمة السورية وضمان حقوق الشعب الكوردي، الكل يتذكر موقف القيادي في المجلس عبد الحكيم بشار الذي يشغل منصب نائب رئيس الائتلاف السوري، وهو في أوروبا عندما أمسك بربطة عنقه (الكرافة) أمام متظاهرين كورد وقال لهم بالحرف: إن لم أضمن لكم الفدرالية علقوني من هذه الكرافة!
فهل سيستفيد المجلس الوطني الكوردي من أخطائه السابقة ويصححها في مؤتمره الرابع. أم أن هذه الأخطاء ستبقى موجودة ولن يكون المؤتمر سوى إعادة توزيع للمناصب القيادية بين الشخصيات التي لم تستطع حتى الآن أن تقدم شيئاً للشعب الكوردي في كوردستان سوريا.