مركز الأخبار _ فوكس برس
انطلق يوم أمس اﻷحد، 18 أيلول/ سبتمبر، الانتخابات المحلية الثالثة في مناطق الحكومة السورية منذ بدء الاحتجاحات قبل عشر سنوات، وهو عمليًا من آواخر قوانين ما سمّي «مرحلة اﻹصلاح في سوريا».
وكان من المفترض أن يشارك فيها ملايين السوريين على مستوى المدن والمناطق والبلدات، عدا تلك المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلّحة الموالية لها، وأغلبية المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، باستثناء منطقتي “الحسكة والقامشلي” نظرًا لتواجد المربعات الأمنية فيهما إلى الآن، ولكن هل وضِعت فعلاً في هاتين المنطقتين صناديق الاقتراع…!؟ حتى يكون هناك ناخبين…!؟
فريق الرصد العائد لـ «فوكس برس» تابع موضوع الانتخابات وخاصةً في منطقتي الحسكة والقامشلي واكتشف أنّه لم يكن هناك أي انتخابات في المنطقتين المذكورتين عكس ما روّج له إعلام الحكومة السورية، وذلك بعد تصريح رئيس اللجنة الفرعية للانتخابات القاضي المستشار “عبد العزيز المحمد” لصحيفة تشرين التابعة للحكومة السورية، وتطرقه إلى أنهم قاموا بتحليف لجان المراكز الانتخابية في منطقتي الحسكة والقامشلي اليمين القانونية التي تنص على أداء هذه اللجان لدورها والقيام بواجباتها أثناء سير العملية الانتخابية بكل نزاهة وأمانة وحيادية طبقاً للقانون.
وبيَّن “المحمد” للصحيفة أنَّ اللجنة القضائية الفرعية زودت لجان المراكز الانتخابية في الحسكة والقامشلي بكل التعليمات المنصوص عليها في قانون الانتخابات، وتم شرح سير العملية الانتخابية خطوة بخطوة، مؤكدًا أنهم قدّموا في كل مركز كافة التسهيلات للمواطنين لممارسة حقهم الدستوري بانتخاب ممثليهم إلى مجالس الإدارة المحلية بكل طمأنينة وسهولة ويسر.
وأعلنت اللجنة فيما بعد عن انتهاء عملية انتخابات الإدارة المحلية في محافظة الحسكة و خاصةً في القامشلي بدون أي عرقلة أو وجود مشاكل…!
ولكن بعد عملية المتابعة والرصد التي قام بها فريق «فوكس برس» توصّل الفريق أنَّ عملية انتخابات الإدارة المحلية أُلغيت في منطقة الحسكة والقامشلي لأسباب مجهولة ولم يتم وضع أي صندوق أو مركز انتخابي…!؛ فكيف إذًا تمّ الإعلان عن أسماء المرشحين للانتخابات التابعين لقائمة الوحدة الوطنية…!؟
وبالعودة إلى عمليات المتابعة للفريق؛ قال مصدر خاص لـ «فوكس برس» أن القائمة التي أُعلن عنها تم تجهيزها قبل الانتخابات بأسبوع وكانت متواجدة في مجلس إدارة محافظة الحسكة حتى يتم إعلان عملية الانتخابات الديمقراطية…!
تأتي هذه الانتخابات وسط وضع اقتصادي واجتماعي صعب تعاني منها مناطق الحكومة السورية، إضافةً إلى سوء الواقع الخدمي والصحي المتردي، وسوء المواصلات العامة وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة والغاز ومياه الشرب الملوثة والطرقات وترحيل القمامة والنظافة بشكل عام، والتضخم المالي الذي يجري بسرعة ملتهماً مدخرات السوريين، وعليه، وفي ظل نتائج هزيلة للمجالس السابقة (مع غياب المحاسبة)، تستمر الحكومة السورية بخداع الشارع السوري والترويج بأنّه تم وضع صناديق للاقتراع في مناطق الحسكة والقامشلي، ولا يخفى على أحد صدور نتائج الانتخابات قبل عمليات الاقتراع حتى وهي ظاهرة معروفة لجميع السوريين، وبشكل عام وفي المحافظات السورية الأخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية فإن دوافع السوريين للمشاركة في الانتخابات في ظل الأوضاع التي طرحناه أعلاه فيها موضع شك أيضًا من حيث حجم المشاركة الشعبية.