أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 756 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوري ولكنها لن تشمل عموم السوريين بسبب إغلاق معبر اليعربية، وذلك خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع السياسي والإنساني في سوريا.
وذكر بيان للوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن التمويل الجديد سيدعم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتوفير الغذاء الطارئ لمنع الجوع الشديد، بما في ذلك الأرز ودقيق القمح، والسكر، والزيت، والحمص.
ويعاني ما يقدر بنحو 12 مليون سوري، أي ما يقرب من 60 في المئة من سكان البلاد، من انعدام الأمن الغذائي نتيجة لأحد عشر عاما من الـ*ـحرب، وجائحة كوفيد-19، والمستويات التاريخية للجفاف التي دمرت المحاصيل الغذائية، وغيرها من الصـ*ـدمات الاقتصادية.
وقال البيان إن حـ*ـرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضد أوكرانيا أدى إلى تفاقم أزمـ*ـة الجـ*ـوع مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة.
وأضاف أن الأزمـ*ـة الإنسانية في سوريا هي الأسوأ على الإطلاق، حيث نـ*ـزح أكثر من 12 مليون شخص، ودمـ*ـرت الخدمات الأساسية، ولا يزال المدنيون يقتـ*ـلون بسبب الغـ*ـارات الجوية والمـ*ـدفعية، ويحتاج حوالي 14 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الحـ*ـرب.
وقال إن هذا الإعلان سيتيح للشركاء تلبية الاحتياجات العاجلة لأكثر من 5.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا والمنطقة. وتسمح هذه المساعدة للأسر بشراء المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الاحتياجات الأساسية من الأسواق المحلية، والمنتجات الغذائية العاجلة لمنع وعلاج نقص التغذية لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
كما ستوفر هذه المساعدة دعما صحيا عاجلا للمساعدة في تعزيز المرافق الصحية في جميع أنحاء شمال سوريا، حيث تم تدمير نظامها الصحي بسبب 11 عاما من الصـ*ـراع.
وسينشر تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فرقا متنقلة للصحة والتغذية لتوفير اللقاحات والعلاج، فضلا عن توفير المعدات للمرافق الصحية، والتدريب للعاملين الطبيين السوريين.
وتساعد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الحفاظ على صحة الناس ودرء الأمراض من خلال توفير المياه والصرف الصحي ودعم النظافة في شمال غرب سوريا الخاضع لسيـ*ـطرة تركيا والفـ*ـصائل الموالية لها.
ويشمل ذلك زيادة فرص الحصول على مياه الشرب الآمنة من خلال نقل المياه بالشاحنات في حالات الطوارئ وتوزيع صهاريج تخزين المياه وأجهزة معالجة المياه، فضلا عن إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والمياه الصغيرة النطاق في مخيمات النازحين والمستوطـ*ـنات غير الرسمية.
وقال البيان إنه “دعما للأسر النازحة والتي تفتقد إلى المأوى، سيقوم شركاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضا بتوزيع مواد المأوى واللوازم المنزلية الأساسية مع بدء الأسر السورية في الاستعداد لفصل الشتاء القـ*ـاسي المقبل”، ويدعم هذا التمويل أنشطة الحـ*ـماية، بما في ذلك المساحات الآمنة للنساء والفتيات والدعم النفسي والاجتماعي للمجتمعات المتـ*ـضررة من النـ*ـزاع.
وتابع البيان “لا تزال الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن تجديد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود لمدة ستة أشهر سيولد المزيد من عدم اليقين لملايين العائلات السورية خلال فصل الشتاء القـ*ـاسي، عندما يعتمد ملايين السوريين على الغذاء والدواء والمأوى الدافئ عبر الحدود للحيلولة دون التجمد حتى المـ*ـوت”، وأضافته أنه “ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لدعم الشعب السوري نظرا لحجم الاحتياجات وإلحاحها. وتشجع الولايات المتحدة المانحين الدوليين الآخرين على زيادة المساهمات الإنسانية للمساعدة في إنقاذ الأرواح”.
ويشار أن المساعدات الأممية تقدم فقط لمناطق شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها تركيا والفـ*ـصائل الموالية لها، عبر معبر مع تركيا، وكذلك المناطق الخاضـ*ـعة لسيـ*ـطرة الحكومة السورية، في حين يتم حرمان مناطق شمال وشرق سوريا من المساعدات بعد إغلاق معبر اليعربية مطلع عام 2021 بعد فيتو روسي.